الأمم المتحدة: تصعيد كارثي وجرائم مروّعة تهدد المدنيين في دارفور وكردفان

رصد: رقراق نيوز
حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من تداعيات التصعيد العسكري المتسارع في إقليمي دارفور وكردفان، مشيرًا إلى تقارير موثقة حول سقوط ضحايا مدنيين، وارتكاب أعمال عنف جنسي، ونهب، واختطاف في مناطق متعددة، وسط حالة من الإفلات الكامل من العقاب.
وفي بيان صدر الجمعة، أعرب تورك عن قلق بالغ إزاء تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية، خاصة في شمال دارفور، التي شهدت في 15 يونيو الجاري هجومًا واسعًا شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بعد أشهر من الحشد العسكري، شمل تجنيد أطفال للقتال.
وأوضح المسؤول الأممي أن هذا الهجوم يعيد إلى الأذهان اجتياح قوات الدعم السريع لمخيم زمزم في أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين، وتفشي العنف الجنسي، فضلًا عن نشوء أزمة إنسانية حادة. وأضاف أن الحصار المفروض على الفاشر منذ أبريل 2024، أدى إلى شح حاد في الغذاء، ما دفع السكان إلى الاعتماد على علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد فرّ أكثر من 406 آلاف شخص من مخيم زمزم بعد الهجوم، بينما قُتل نحو 400 مدني، من بينهم عمال إغاثة. كما وثّقت منظمات حقوقية ارتكاب جرائم اغتصاب بحق نساء وفتيات في المنطقة.
وفي جنوب كردفان، حذّر تورك من الأوضاع المتدهورة في مدينة الدبيبات، التي تحاصرها المعارك، فيما لا تزال مدينة الأبيض، بولاية شمال كردفان، تحت تهديد مباشر من قوات الدعم السريع، رغم محاولات الجيش لفك الحصار في وقت سابق، بعد استعادته مدينة أم روابة. غير أن الحصار أُعيد فرضه من ثلاثة محاور، وسط تهديدات من قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بشن هجوم جديد.
وأكد تورك أن تصاعد وتيرة القتال يُنذر بكارثة إنسانية، قائلًا: “الجميع يعلم إلى أين يقود هذا التصعيد. لقد شهد العالم طويلاً أهوالًا مروعة لا حدود لها في السودان، ومعاناة لا يمكن وصفها لشعبه”.
ودعا المفوض الأممي إلى حماية المدنيين، وفتح ممرات آمنة لإجلائهم من مناطق النزاع مثل الفاشر والدبيبات والأبيض، والامتناع التام عن مهاجمة الأعيان المدنية، مع ضرورة التحقيق في الانتهاكات ومحاسبة الجناة.
كما طالب الدول المؤثرة باستخدام نفوذها للضغط نحو حل سياسي شامل، ووقف تدفق الأسلحة إلى السودان، مؤكدًا على أهمية كبح جماح المصالح التجارية التي تسهم في تأجيج الصراع.