الدبة تشتعل: 36 قتيلًا وجريحًا في اشتباكات قبلية عنيفة.. والجيش يتدخل بالدبابات

رصد: رقراق نيوز
شهدت مدينة الدبة في الولاية الشمالية، مساء أمس، ساعات عصيبة من الرعب والقلق، إثر اندلاع اشتباكات مسلّحة عنيفة بين قبيلتي “الكبابيش” و”الهواوير”، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 22 آخرين بجروح متفاوتة، في تطور مفاجئ للوضع الأمني داخل المدينة.
وبحسب تقارير صحافية نقلت عن مصادر محلية، فإن خلافًا فرديًا بين شخصين من القبيلتين تطوّر بسرعة إلى نزاع مسلّح واسع النطاق، اُستخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والثقيلة داخل مناطق مدنية حيوية، من بينها السوق المركزي والمستشفى الرئيسي.
تفاصيل الحادثة.. من خلاف فردي إلى معركة قبلية
أفادت المصادر بأن خلافًا بين شاب من الكبابيش وآخر من الهواوير كان الشرارة الأولى للأحداث، قبل أن يتطوّر الموقف إلى اصطفاف قبلي مسلّح، شارك فيه مستنفرون من الجانبين. وسرعان ما تحوّلت الشوارع إلى ساحة قتال مفتوح، وسط حالة من الذعر انتشرت بين السكان.
وأكد شهود عيان أن حالة من الفوضى العارمة اجتاحت المدينة مع بدء إطلاق النار، في ظل غياب الاستجابة السريعة من قوات الأمن، ما أدى إلى تعثّر عمليات إسعاف المصابين، خاصةً أن المواجهات اندلعت بالقرب من المستشفى الرئيسي والسوق المركزي.
روايات متضاربة حول الدافع الحقيقي للاشتباكات
ورغم أن الخلاف المعلن بدأ بشكل فردي، إلا أن روايات متعددة قدّمت تفسيرات مختلفة حول الأسباب الكامنة وراء اندلاع العنف.
ففيما أفاد شهود بأن حادثة اختطاف لأحد المسلحين من إحدى القبائل كانت نقطة التحوّل في الأزمة، قال مصدر محلي لـ”دارفور24″ إن التوتر انفجر بعد اعتقال أحد المسلحين القبليين على يد كتيبة “البراء بن مالك”، وهي قوة مساندة للجيش السوداني، ما دفع أبناء قبيلته إلى محاولة مسلّحة لتحريره بالقوة، لتبدأ بعدها المواجهات الواسعة.
الجيش يتدخل بالدبابات والعربات القتالية
أكدت مصادر أمنية أن الجيش السوداني تدخل لوقف التدهور الأمني، ودفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة الدبة، تضمنت مدرعات ودبابات وآليات قتالية.
كما قامت القوات النظامية بإغلاق الطرق المؤدية إلى السوق والمستشفى، في محاولة لاحتواء الموقف ومنع تمدّد الاشتباكات. وذكر شهود أن أصوات إطلاق النار لا تزال تُسمع حتى اللحظة في الأطراف الغربية من المدينة، وسط استمرار حالة التوتر وانعدام معلومات دقيقة حول توقيت انتهاء المواجهات أو الحصيلة النهائية للضحايا.
سياق أمني هش ومخاوف من اتساع النزاع
تأتي هذه الأحداث ضمن سياق أمني متدهور تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي أسهمت في تآكل مؤسسات الدولة، وتفكك الأجهزة المسؤولة عن الضبط المجتمعي، خاصة في الولايات الطرفية.
ويحذر مراقبون من أن اتساع رقعة النزاعات القبلية، مثل ما حدث في الدبة، يهدد بانفلات أمني أكبر في ظل الحرب الشاملة، خاصة مع توفر السلاح خارج إطار الدولة، واستمرار الخطاب القبلي التحريضي في بعض المناطق.
وتُعدّ اشتباكات الدبة نموذجًا خطيرًا لانهيار السيطرة على السلاح والانفلات القبلي في السودان، وسط غياب آليات فعالة للتدخل المبكر والوساطة المجتمعية، ما يُنذر بعودة أنماط الصراعات التقليدية بشكل أكثر دموية في ظل الحرب الجارية.