تفاقم الكارثة إنسانية في الفاشر: حصار وتجويع واعتقالات تطال المدنيين الفارين

رصد: رقراق نيوز
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بصورة مأساوية، مع استمرار الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، ما أدى إلى انعدام الغذاء وتصاعد معدلات الوفيات جوعًا بين المدنيين، في ظل صمت حكومي وتراخٍ دولي حيال الأزمة.
وقالت تنسيقية مقاومة الفاشر في بيان، إن المجاعة بلغت حد الكارثة، حيث لم يعد الأهالي يجدون حتى “علف الحيوان” الذي كان يستخدم سابقًا كبديل للغذاء، مؤكدة أن الموت جوعًا أصبح واقعًا يوميًا في المدينة التي تُسجل فيها وفيات متزايدة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وأضاف البيان أن الحصار الممنهج الذي تفرضه قوات الجنجويد (الدعم السريع)، باستخدام التجويع والقصف كأدوات حرب ضد المدنيين، تسبب في انهيار كامل للظروف المعيشية، فيما تلتزم مؤسسات الدولة صمتًا مريبًا، وتعجز عن اتخاذ أي إجراءات عملية لفك الحصار أو إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن المقترحات الأممية الخاصة بإنزال المساعدات جوًا إلى الفاشر ما تزال حبيسة الوعود، رغم أن “الناس تموت الآن جوعًا، لا غدًا”.
وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الدعم السريع عشرات المدنيين الفارين من الفاشر في مناطق متفرقة من دار السلام جنوب المدينة، بذريعة التخابر مع الجيش السوداني، وفقًا لمصادر محلية وذوي المعتقلين.
وقالت المصادر إن نحو 70 مدنيًا، أغلبهم من الشباب، تم اعتقالهم خلال حملات مداهمة نفذتها القوات يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى أن بعضهم نُقل إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وكشف أقارب المعتقلين أن عناصر من الدعم السريع طالبوا بفدى مالية تصل إلى 15 مليون جنيه سوداني مقابل إطلاق سراح ذويهم، مؤكدين أن القوات تطلق النار على الفارين وتعتقل آخرين على الطرق المؤدية من وإلى المدينة.
كما أبلغت تقارير ميدانية عن ارتكاب انتهاكات عنف جنسي طالت نساءً وفتيات في محيط المدينة، في ظل انقطاع الإمدادات الإنسانية وانعدام الأمن.
ويُحذّر مراقبون من أن الفاشر تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع تحولها إلى مدينة محاصَرة جائعَة وسط تجاهل المجتمع الدولي وفشل الجهود المحلية في كسر الحصار.