تصاعد الاعتداءات على المزارعين بجنوب دارفور وسط غياب للعدالة وتراجع أمني مقلق

رصد: رقراق نيوز

يشهد إقليم جنوب دارفور تصاعدًا خطيرًا في الانفلات الأمني تجاه المزارعين، حيث أفاد عدد من المزارعين بمحلية ميرشينج – الواقعة على بُعد 86 كيلومتراً شمال نيالا – بتزايد حوادث العنف التي يتعرضون لها من مجموعات من الرعاة المسلحين خلال الأشهر الماضية.

وقال المزارع جمال إبراهيم من بلدة منواشي لـ”دارفور24″ إن الاعتداءات والقتل أصبحت متكررة بصورة لافتة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، دون أن تتمكن السلطات من القبض على الجناة رغم معرفة هوياتهم، مما أثار حالة واسعة من الخوف بين المزارعين.

ضحايا متزايدون وسط غياب المحاسبة

أوضح جمال أن المزارع محمد تيراب قُتل داخل مزرعته مطلع أكتوبر، فيما لقي حسيب خليل شايب مصرعه في 21 نوفمبر. كما قُتل المزارع رضوان يوسف عثمان في أبو حمرة يوم 25 أكتوبر. وأضاف أن قوات الدعم السريع تعهدت حينها بالقبض على منفذي الجريمة، لكن ذلك لم يتم، واكتفى ذوو الجناة بدفع الدية، الأمر الذي يعكس حجم التحديات الأمنية التي يواجهها المزارعون.

عقبات أمام العدالة

وأكد مزارعون لـ”دارفور24″ أن الإدارة الأهلية تمثل أحد أبرز العوائق أمام تقديم الجناة للقانون، إذ تلجأ إلى التسويات على حساب الإجراءات القضائية، ما يشجع على تكرار الجرائم ويُشعر المزارعين بانعدام الحماية القانونية.

حصاد محفوف بالمخاطر

وأشار مزارعون من أبو حمرة إلى أنهم اضطروا هذا الموسم لنقل المحاصيل إلى منازلهم لإكمال عملية الحصاد، بعد دخول مواشي الرعاة إلى المزارع قبل الموعد الرسمي لإطلاق الطلقة الزراعية. وأكدوا أن الزراعة الشتوية ستكون أكثر خطورة في ظل ضعف القوة المكلفة بحماية الموسم الزراعي، رغم فتح عدد من البلاغات لدى السلطات.

قرارات رسمية بلا تنفيذ فعلي

حددت الإدارة المدنية لولاية جنوب دارفور يوم 15 يناير موعدًا رسميًا لإطلاق الطلقة الزراعية، وفرضت غرامة تصل إلى ثلاثة ملايين جنيه على المخالفين من الرعاة. إلا أن المزارعين يرون أن تنفيذ هذه القرارات ما يزال ضعيفًا، في ظل استمرار الاعتداءات وعجز السلطات عن فرض هيبة الدولة.

ويؤكد المزارعون أن استمرار هذا الوضع ينذر بمزيد من التوتر بين المزارعين والرعاة، ويهدد الموسم الزراعي والاستقرار الريفي في الولاية.