
الفتنة وتأثيرات أخرى في كلام عبد الحي يوسف
رؤية استراتيجية كل خميس
د. صلاح الدين حسن حاج موسى
وبينما تسير معركة الكرامة في طريق خطتها المرسومة من جيش السودان من نصرٍ إلى نصر ويتحول الجيش من خانة الدفاع لخانة الهجوم، ويزداد الالتفاف حول القوات المسلحة وقيادتها من الشعب و الكيانات والأفراد في معركة بدأت و كأنها ضد فصيل متمرد من الجيش ثم تكشفت بأنها ضد دول متعددة ومنظمات دولية – ولا تزال الأيام حبلى بالمفاجآت–، يخرج علينا عبد الحي يوسف بتسجيل خطير جد خطير، يؤدي إلى زرع الفتنة وقلب الحقائق في قالب يتدثر بالمنحى الديني. وبما أن ظرف الحرب لا يستحمل التراخي ولا المجاملة، وجب علينا أن يكون الرد بقوة لكل من يحاول زعزعة القوات المقاتلة وزرع الفتنة مهما كانت رمزيته وخاصة الدينية منها – والتي يعطيها السودانيون وضع مميز يختلف من أي رمزية أخرى – كما هو الحال في هذا المقال. فماذا قال عبد الحي يوسف وما هي دلالاته وتأثيراته، وكيف أن تصريحاته تحاول زراعة الفتنة، بينما خدمت الجيش وقائده وبينت الحقائق؟
في مقابلةٍ مع مركز مقاربات للتنمية السياسية في أواخر نوفمبر من العام 2024م ظهر عبد الحي يوسف متدثراً بثوب السياسة ولكنه لم يخلع الثوب الدعوي، ليختلط لديه الحابل بالنابل، ويضع نفسه عرضةً للانتقاد من كل ناحية. فلا هو حفظ لشخصيته البريق الديني الدعوي الذي درسه والذي لا يستطيع كائن من كان أن ينزعه منه، ولا استطاع أن يبحر في البحر المتلاطم للسياسة والذي يغرف منه الممتهنون و المهتمون بالسياسة جميعهم. وبتصريحاته عرض نفسه سلعةً ننظر لها من كل النواحي لنعرف هل نشتريها أم نتركها أم نظهر شرها للآخرين حتى نحذرهم منها. هذه المقابلة جاءت في وقت تشهد فيه معركة الكرامة انتصارات عسكرية متتالية على الأرض، مع مزيد من التضامن بين قيادة الجيش وأفراده ومكونات القوات التي تقاتل معه، بينما يلتف حولها الشعب الصابر الذي تم انتهاك كل ما يملك ولكنه تجاوز يحاول ذلك مؤقتاً أملاً في انتصارٍ يعيد له كرامته ويجعله يعيش بقية حياته في عزةٍ و شموخ برغم الجراحات. وحتى نستطيع تفكيك هذه المقابلة المكتظة بالمعلومات و التصريحات والآراء فلابد من تقسيمها لعدة نواحي نفكك فيها المعاني ونبين فيها الخطل المصاحب ونناقش فيها الأوهام التي تعشعش في ذهنه وقوله. فعبد الحي يوسف قد طرح نفسه شخصيةً دينيةً دعويةً لا يشكك في علمها أحد، درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأكمل دراساته العليا وصار أستاذاً جامعياً في هذا المجال، مما جعله مؤهلاً من هذه الناحية. ثم صار لديه أتباع ينظرون لكلماته وتصريحاته كفتاوى دينية لابد من الأخذ بها سيما وهو صاحب برامج تلفزيونية وإذاعية مشهودة وصاحب منبر في مسجده الذي يؤمه جمع غفير من المحبين والمريدين. وتظهر خطورته في الصفة الدينية التي يحملها والتي تجعل جماً غفيراً من الشعب السوداني يعطيه قداسة أخذها من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن في الدين الإسلامي حتى أهل الاختصاص و كل الفقهاء والعلماء بما فيهم الأئمة الأربعة قد أكدوا أن كل ما يقولونه – بما في ذلك الحديث عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم – هو مردود عليهم إن ثبت أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث صحيح مناف لقولهم أو ظهر من سنة النبي ما لم يكونوا على على علم به، فما بالكم بعبد الحي يوسف؟ لذلك سنرد على عبد الحي يوسف من نواحي مختلفة كما ذكرنا وهي نواحي: دينية، سياسية، عسكرية، وجنائية.
أولاً دينياً: يبدو أن عبد الحي يوسف قد تقلد منصباً يطلع فيه على العباد فيقول أن هذا الشخص – يقصد البرهان – ليس له دين!!! وهذا غريب وجد عجيب!!! فكيف دخل هو في قلب الرجل ليعلم ذلك؟ وهل يتتبع الرجل في حله وترحاله ليعلم بواطنه وأسراره؟ ويبدو أنه قد رأى في نفسه الكفاءة في أن يوزع صكوك الإيمان بين العباد. وقد يتبادر للمستمع أن من ليس له دين فهو خارج عن الملة وبالتالي يكفره!! فهل هذا صحيح؟؟؟ هل تجرأ عبد الحي يوسف في أن يكفر البرهان؟؟؟ لا أستبعد ذلك فقد سبق وأن شكك في دين عبد الله حمدوك كذلك ورددنا عليه وقتها وشكك في دين غيرهما. ثم يواصل فينعت الرجل بصفات سيئة ومنها أنه قد خان الله و رسوله بسبب أنه قابل نتينياهو في عنتيبي. فهل يمكن أن القول بالمشابهة على الدولة التركية و التي لديها سفير في إسرائيل ولدى إسرائيل سفير في أسطنبول التي يقيم قي ظلالها عبد الحي يوسف؟؟؟ على العموم العلاقات مع إسرائيل لا علاقة لها بهذه الحرب، وموقع الحديث عنها مختلف فالجميع في السودان مؤخراً والغ فيها بدءاً من البشير مروراً بالبرهان وحمدوك ووزير عدله نصر الدين عبد البارئ في التوقيع على الإبراهيمية، لذلك لم يكن من الحصافة إدخالها هنا. وينعت قائد الجيش السوداني بأنه شخصية غير محترمة ولا يمكن التعامل معها. وينعته بأنه كذاب وذلك على لسان وزير الدولة للدفاع القطري – وسنأتي لذلك لاحقاً – ولا يمكن الوثوق به. خطورة هذه النعوت تأتي في وقت الحرب ولقائد الجيش الذي يحارب الفئة الباغية والتي صارت فاسدة في الأرض تقطع الطريق وخلفها عدد من الدول والمنظمات والجماعات، ولذلك هي تصريحات ببساطة تدعو للفتنة وللتشكيك في شخص قائد الجيش بما قد يدعو البعض لأن ينفض من الاصطفاف خلفه، أو قد يدعو شخصاً حتى للتفكير بقتله!!!! وقد يعتبر هذا الشخص كلمات عبد الحي هذه بمثابة الفتوى منه. أي أنه لا وثوق بالقائد ولا إتباع له بالتالي. وقد ساوى بين البرهان وحميدتي وقال كلاهما شر وخائن لله ورسوله!!! فلماذا بعث ابنه للقتال في جيشٍ قائده خائن لله ورسوله؟ وهل يملك الأدلة والبراهين على خيانة البرهان لله ورسوله؟؟؟ فإن لم يبرزها فتجب محاكمته.
ثم يذكر في حواره شيئاً عجيباً حيث وصف الإخوة من جنوب السودان أنهم لا يشبهوننا في الشكل ولا في اللون ولا في السحنة ولا في العادات وينعتهم بأنهم ليسوا من المسلمين!!!!! وفي هذا عنصرية واضحة لا تخطئها أذن، وكأنه لم يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة) و (إنك أمرؤ فيك جاهلية). كما أنه تجاهل عن قصد وجود إخوتنا المسلمين في جنوب السودان. ولو أنه قد نظر في تاريخ السودان – حيث أنه بدأ مقابلته بسرد تاريخي للسودان – لعلم أن أصل سكان السودان هم الحاميون والزنوج، وأن العرب كما ذكر هو قد دخلوا بعد الإسلام وذلك في عصور متأخرة من تاريخ السودان. فهذه البلاد تنسب لسكانها الأصليين أولاً. فهذا الخطاب العنصري مرفوض دينياً منه. كما أنه قد تحدث و انتقد قائد البلاد في زمن الحرب وهذا من منظور ديني يعتبر شق للصف ومحاولة لزرع الفتنة وسط الناس وخروج على الحاكم.
ثانياً عسكرياً: تدخل عبد الحي يوسف فيما لا يعنيه فتحدث عن النواحي العسكرية. بدايةً قدح في تكوين الجيش السوداني وجاء بما لم يقله ألد أعداء السودان حيث قال بأن الجيش السوداني صنع على عين الإنجليز في العام 1955م، وهذا يشير إلى أن الجيش تكوينه وعقيدته غربية مشوهة تتبع للمستعمر، وهذا كلام غريب جداً. وواصل استخفافه بالجيش السوداني ونسب الانتصارات في الحرب الحالية للمقاومة الشعبية – والتي وبدورها نسبها بهتاناً وكذباً للحركة الإسلامية – و ليست للجيش كما يعتقد الآخرون!!!! وهذه معلومة عسكرية ميدانية غريبة، فمن أين يستقي هو معلوماته هذه؟؟ ومن الذي يمده بها؟؟؟ وهل هي محاولة لتثبيت وقائع يتم الاستدلال بها لاحقاً سياسياً كما يظن؟؟ وهي بالتأكيد تظهر كمحاولة لزرع الفتنة بين الجيش والمقاومة الشعبية – والتي نعتها بالمجاهدين و قال أن لفظ المقاومة الشعبية ما هو إلا اسم الدلع!!!! – مع أن عساكر الجيش و القوات المشتركة أنفسهم مجاهدون لأنهم يدافعون عن الأرض والعرض والنفس والمال إن أخلصوا نياتهم لله، فأنى له المعلومة هذه؟ وهل لأن ابنه يقاتل وسط بقية شباب السودان يعطيه الحق ليقول ما يريد وينسب الانتصار لجزء من المقاتلين دون غيرهم؟ هنا نقول من الواضح أن الرجل لا يعلم الكثير عن التنظيم العسكري في هذه المعركة وكيف يتحركون و لمن يأتمرون. كما أنه لا يعلم من الذي يقود ومن الذي يدرب. فإما أنه يكذب ويريد زرع الفتنة أو أنه مغيب بمعلومات غير صحيحة. فلأول مرة في تاريخ السودان أسمع أحد يشكك في الجنود السودانيين وهم مشاركون في معركة بأن ينسب الانتصار لغيرهم وإن كانوا من شعبهم. وما لا يعلمه عبد الحي يوسف أن المقاومة الشعبية لديها لائحة واضحة تحكمها، ويتم تدريبهم داخل معسكرات الجيش وبإشراف عساكر من داخل الجيش ويتم إعطائهم أرقام عسكرية ويأخذون السلاح من الجيش وتحت مراقبته ويأتمرون بأوامر قادة الجيش ويتحركون بعلم وإشارة قادة الجيش، وليس لديهم أي علاقة بأي تنظيم سياسي أو قبائلي أو إثني أو جهوي. وبها شباب لا انتماءً حزبياً لهم، ومنهم شباب لجان المقاومة ومنهم شباب إسلاميون وكلهم سواسية يميزهم حب الوطن والتضحية من أجله.
كما أنه تحدث عن المادة (5) في قانون الدعم السريع والتي قام بإلغائها البرهان في 2019م وهي معنية بتبعية قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية ولا علاقة لها بتنظيم أعداد مجندي الدعم السريع. ولأنه غير متابع وواضح عدم معرفته فإن هذا التعديل تم إلغاؤه بسبب الوثيقة الدستورية و التي نصت على تبعية قوات الدعم السريع للجيش، حيث أن الدستور يعلو على القوانين، ثم أردفها قرار من البرهان نفسه في العام 2023م قبل الحرب بعودة تبعية الدعم السريع للقائد العام للقوات المسلحة. فلذلك وضح جهل عبد الحي يوسف بهذا الجانب. والعجيب أنه مع كل هذا التوضيح والتفاصيل لم يجرؤ على ذكر اسم البشير بأنه هو الذي قام بإنشاء الدعم السريع ومعه الحركة الإسلامية وقتها، وقننها بقانون وسلحها، حيث أن عبد الحي يوسف كان وقتها نائباً لرئيس هيئة علماء السودان ولم يذكر بأنه قد اعترض عليها أو تحدث بشأنها!! بل حاول نسب تكوينها للسيدين الصادق المهدي والميرغني في ثمانينيات القرن الماضي!!
ثالثاً سياسياً: تدخل عبد الحي يوسف في العلاقات الدولية و المصالح السياسية، فضرب يمنة ويسرى بغير هدى ولا معرفة. ذكر أن البرهان (كاذب) بحسب إفادة وزير الدولة بالدفاع القطري، وهذا قول يجب على القيادة القطرية تأكيده أو نفيه، لأن مسؤول بمستوى القيادة ينقل كلامه شخص مثل عبد الحي يوسف لابد من تحديد هل تم ذلك في إفادة من المسؤول القطري لعبد الحي يوسف شخصياً أم لعدد من الأشخاص أم لمنظمة محددة؟ وكيف يقوم مسؤول قطري بإفشاء أسرار دبلوماسية عالية المستوى للعلن ولأفراد يقومون لاحقاً بنشرها؟ لذلك لابد من توضيح من القيادة القطرية. ثم انتقد موقف الحكومة التركية من عدم دخولها في الحرب في السودان، ولم ينتبه لانتقاده حكومة أردوغان لتدخلها في ليبيا، ثم استدرك وسوغ لحكومة تركيا تدخلها في ليبيا وبرر ذلك بالمصالح، وهنا يتضح الكيل بمكيالين لعبد الحي يوسف. ولم تسلم الحكومة المصرية من رشاشه، فذكر أنها تساند وجود العسكر سويةً مع أمريكا ودول الخليج بشرط إبعاد الإسلاميين!!! وهذا فهم فطير للعلاقات الدولية ويوضح جهل القائل بهذه العلاقات وكيف تبنى وعلى ماذا تعتمد. ثم تحدث باسم الحركة الإسلامية قائلاً بأن الحرب قد أعادت لها رونقها و ألقها!! كأنما هذه الحرب نزهة أو لعبة أو حفلة يتألق فيها فصيل أو حزب!!! ونسب الانتصارات و الشهداء لها وكأنما البقية ليسو شهداء، وأن من يدرب المقاومة الشعبية هم من المجاهدون السابقون في الدفاع الشعبي الذي كان في التسعينيات!!!
وبالنسبة لرد فعل الحركة الإسلامية فقد نفت انتماء عبد الحي يوسف لعضويتها، وهنا لابد من السؤال: هل الحركة الإسلامية جسم سياسي أم تنظيم دعوي؟؟ وما هو هيكلها؟؟ ومن هم أعضاؤها؟؟؟ وكم عددهم؟؟ لأنها جسم غير متضح لا يعرف حجمها ولا تأثيراتها الحقيقية أحد ويتخيل الناس أن عضويتها كبيرة و نشك في ذلك تماماً. ثم ذكر بأن البرهان أعجز من أن يقضي عليها!!!! وأنها موجودة حتى في مكتبه!! (وهذا كلام لابد له من دليل عليه وسنقوم على شرحه في مكانه ضمن هذا المقال). كما أن هيئة علماء السودان صرحت بأنه ليس عضواً بها وليس متحدثاً باسمها. وواضح أن الشينة منكورة، فقد تبرأ الجميع منه و أكدوا وقوفهم مع الجيش تحت قيادة البرهان، ولكنهم جميعاً لم يجرؤوا على تجريمه، بل طالبوه بالاعتذار والتوضيح. كذلك خرج الشيخ مهران بمحاولة تبرئته من وصمة التكفير والضلالية التي رماه بها البرهان وحاول تبرير كلمة ليس له دين بأنها لا تعني تكفير البرهان، ولكنه في نفس الوقت لم يقم بتبرئة البرهان من كلامه. كما أن عبد الحي يوسف ذكر أن السودان كان يغذي حماس بالسلاح!! فهذا كلام خطير يمكن أن يدخل السودان في مشكلة كبيرة مع المجتمع الدولي فلابد من التحدث بشأنه من حكومة السودان. كما ووصف ثورة ديسمبر بانقلاب الجيش على البشير متحسراً على سقوط حكومة الإنقاذ ناعتاً ذلك بخسارة كل المسلمين وأنه لابد من رجوع حكم الإسلاميين في السودان لفائدة المسلمين!! وذكر أن حرب أبريل هي تمرد من حميدتي للتخلص من الإسلاميين في السودان ويبدأ ذلك من البرهان لرفضه التخلص من الإسلاميين!! فكيف عرف ذلك وهو أصلاً لا علاقة له بالبرهان ولا ييثق فيه؟؟ وأنه لا دين له؟؟ فهذا تناقض واضح. كما أنكر وجود مبادرات وطنية لاحتواء هذه الحرب وهذا غير صحيح. كما أنه ذكر مغالطة لا أعرف من أين استقاها؛ حيث ذكر أن حزب الأمة قد سلح القبائل العربية في دارفور في ثمانينيات القرن الماضي بينما قام الحزب الاتحادي الديمقراطي بتسليح القبائل الأفريقية بالمقابل من أجل كسب الأصوات في الإنتخابات وقتها!!. وهذه المعلومة لم ترد من قبل من أحد ولا أدري من أين تحصل عليها.
رابعاً جنائياً: ذكر عبد الحي يوسف بأن البرهان أعجز من أن يقضي على الحركة الإسلامية وأن أفراد الحركة الإسلامية موجودون حتى في مكتبه!!! وهذا كلام خطير جداً جداً!! فهذا يعني بأن مكتب قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة مخترق من حزب أو تنظيم الحركة الإسلامية!! ومن ناحية قانونية وأمنية هذا كلام لا يطلق هكذا دون أسانيد وهي معلومات خطيرة!! فكيف يكون مكتب قائد القوات المسلحة مخترق من حزب؟؟ فلابد أن تأخذ الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن هذا الكلام على محمل الجد ويحدث تحقيق بالشأن حول مكتب البرهان. كما أننا نرى أن يقوم النائب العام بفتح بلاغ جنائي ضد عبد الحي يوسف وعمل نشرة للقبض عليه – وإحضاره عبر الإنتربول إن رفض – و يسأل عن من هم أفراد الحركة الإسلامية الموجودين في مكتب البرهان. هذا البلاغ يتم التحرك فيه من قبل الجيش والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوطني ويهتم به النائب العام.
نستخلص مما سبق أن عبد الحي يوسف قد خرج على ولي الأمر – حيث نعته بالخائن لله ورسوله ولا دين له – وبالتالي فهو يدعو للفتنة بين السودانيين وشق الصف الوطني، خاصةً والشعب السوداني في منتصف معمعة الحرب حيث يجب التوحد خلف القائد العام للبلاد. كما أنه يشكك في قوة ومهنية الجيش السوداني حيث أن حديثه هذا يقدح في انتصارات الجيش وينسبها للمقاومة الشعبية وحدها جوراً وبهتاناً. كما أنه حاول الضرب في العلاقات الدولية للسودان مع تركيا وقطر ومصر وغيرها من الدول. وتحدث باسم الحركة الإسلامية وهو ليس بعضو فيها وهذا يعتبر تعدياً وكذباً واضحاً وفاضحاً. كما أنه يحاول زرع الفتنة بين أفراد الجيش والمقاومة الشعبية في فتنة واضحة كبرى، ثم يحاول زرع الفتنة في مكتب البرهان بقوله أن من أفراد مكتبه من يتبع للحركة الإسلامية. ووضح من كل ذلك أنه قد أقحم نفسه في مجال ليس بمجاله، وكان الأفضل له أن يقول لا أعلم. فالرجل بذلك قد سبب لنفسه سقوطاً مدوياً سياسياً ودينياً وعسكرياً ووطنياً، ونحن لم نستهدف في هذا المقال شخصه (سلباً أو إيجاباً) وإنما ناقشنا الفكرة وهذا هو ديدننا في التعامل مع الأمور، حيث أن الشخصنة تذهب بكثير من الموضوعية عند النقاش، والشخص يصبح عرضة للنقد عندما يصير شخصية عامة. وادعاء المعرفة من أي شخص في مجال ليس بمجاله يوقعه في الخطأ المقصود لأنه يظهر أنه يملك معلومات يبرر بها الأحداث وبالتالي تسقط عنه صفة عدم القصد. ولا أدري هل تكفيه التوبة والاعتذار؟؟
ختاماً، يجب أن نرى سريعاً نشرة النائب العام السوداني بالقبض على المتهم عبد الحي يوسف في جرائم ضد الدولة وضد الجيش السوداني ومحاولة زرع الفتنة وإذكاء روح العنصرية والكراهية والتمييز. كما أنه تحدث باسم تنظيم لا يتنمي له وحاول زرع الفتنة بين مكونات القوى المدافعة عن البلاد. و لا يفوتنا أن نرى المفيد مما قاله، حيث يؤكد أن البرهان لا علاقة له بتنظيم الحركة الإسلامية وبالتالي الجيش لا يمكن أن يقال بأنه جيش الكيزان مرة أخرى، وهذه شهادة براءة للبرهان ولجيش السودان ويوضح بأن معركة الكرامة لا يمكن نسبتها لفصيل أو لحزب.
و الله من وراء القصد.