إبراهيم سليمان.. قيادة مصرفية واعدة في زمن التحديات

بقلم: خليل فتحي خليل

يمر السودان بمرحلة اقتصادية حرجة، تتطلب قيادات مصرفية قادرة على إدارة الأزمات بحكمة وكفاءة. ومع تغيير العملة وما تبعه من ازدحام شديد في البنوك، برزت الحاجة إلى مسؤولين يتمتعون بالمرونة والصبر والقدرة على التعامل مع المواطنين بروح إنسانية. في هذا السياق، لفت الأستاذ إبراهيم سليمان، مدير بنك النيل في كوستي، الأنظار بأسلوبه الفريد في الإدارة وخدمة العملاء.

وُلد إبراهيم سليمان في قرية الاندرابة، الواقعة جنوب ربك بولاية النيل الأبيض، حيث نشأ وسط مجتمع بسيط شكل ملامح شخصيته التي تتسم بالالتزام والنظام والتواضع. ومنذ توليه منصبه في بنك النيل بكوستي، استطاع أن يضع بصمته بوضوح، متجاوزًا حدود العمل الإداري التقليدي إلى تقديم خدمة مصرفية قائمة على التفاني والاهتمام الحقيقي بالمواطنين.

خلال أزمة تغيير العملة، برز إبراهيم سليمان كأحد المديرين الذين لم يكتفوا بتسيير العمل المصرفي، بل حملوا على عاتقهم مسؤولية تيسير المعاملات للمواطنين. لم يكن مجرد مدير بنك يؤدي واجبه داخل مكتبه، بل كان حاضرًا بين الناس، يستمع إليهم، يخفف عنهم التوتر، ويساعدهم في تجاوز العقبات.

ومن المشاهد التي تعكس إنسانيته، حرصه على مساعدة كبار السن بنفسه، حيث يستقبلهم بابتسامة ويطمئنهم بأن معاملاتهم ستُنجز، ليمنحهم إحساسًا بالراحة والثقة. كثيرون دخلوا البنك غاضبين بسبب طول الانتظار أو تعقيدات الإجراءات، لكنهم خرجوا برضا بعد حديث هادئ مع المدير الذي يملك قدرة فريدة على تهدئة النفوس وحل المشكلات بحكمة.

لم يكن إبراهيم سليمان مديرًا يحدد ساعات عمله وفق الدوام الرسمي فقط، بل كان يعمل حتى منتصف الليل أحيانًا، جنبًا إلى جنب مع فريقه، لضمان إنجاز أكبر قدر ممكن من المعاملات في ظل الأزمة. هذه الروح القيادية جعلته نموذجًا للمدير القريب من موظفيه، والمؤمن بأن العمل المصرفي ليس مجرد أرقام ومعاملات، بل خدمة مجتمعية تتطلب حسًا إنسانيًا عاليًا.

إن وجود قيادات مثل إبراهيم سليمان يؤكد أن القطاع المصرفي لا يحتاج فقط إلى كفاءات مهنية، بل أيضًا إلى عقول مرنة وقلوب واعية بظروف المواطنين. وفي ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، من الضروري أن يأخذ بنك السودان المركزي بعين الاعتبار أوضاع العملاء، عبر زيادة سقف السحب النقدي، بما يتناسب مع احتياجات الناس اليومية.

ختامًا، قد لا نميل عادةً إلى تمجيد الأشخاص، ولكن عندما نجد مسؤولًا يجمع بين الكفاءة والإنسانية، لا بد أن نشيد به، فهكذا تكون القيادة الحقيقية. وبهذا نقول: “تسلم البطن الجابتك والأسرة الربتك، الأستاذ إبراهيم سليمان”.