هاك الفلنتاين دا

حروف مبعثرة | خضر مسعود

المؤتمر الذي حُشد له في أديس أبابا لدعم السودان، وحضره الأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الاتحاد الإفريقي موسى فكي، هل هو لدعم السودان الدولة أم حكومة المنفى التي يُعتزم تشكيلها من بقايا “تقدم” الذين انفصلوا عنها؟

ولغرائب الصدف عقد المؤتمر يوم 14 فبراير الماضي والذي يصادف الاحتفال بعيد الحب، ولدكتور محمد الجميعابي رئيس منظمة انا السودان راى، حينها كانت المنظمة مسؤولة عن رعاية دار رعاية الاطفال فاقدي الرعاية الوالدية “المايقوما”، هناك يومان يحتفل بها الناس وننتظر انتاجهما في الدار.. الاحتفال براس السنة وعيد الحب، فبعد مرور 9 أشهر يأتنا خراج تلك الليالي اطفالا، وهذه العلاقة المحرمة بين المليشيا وداعميها سنتنج ابناء بلا اباء وبلا أخلاق ولن يقبلهم الشعب السوداني وتظل الوصمة تطاردهم حتي الممات.

وقبل أن ينقضي المؤتمر، خرجت أبواق مليشيا الدعم السريع تُبشّر بأن حكومة المنفى في جيبها (215) مليون دولار، وهو “عطاء من لا يملك لمن لا يستحق”. هل يعتقد هؤلاء المهووسون ببريق السلطة أن تلك المبالغ ستعطي لهم؟ فهم مجرد أدوات لتنفيذ أجندات، وعندما تنتهي مصلحتهم، سيتم رميهم كما تُرمى الجيف، فهم يمشون خلف أسيادهم بلا وفاء، كما يمشي القطيع واي منغلبا ينغلبون.

وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

“إن الوفاء سياج أخلاق الفتى
من حازه حاز المحامد أجمعا
كم من لبيب كان يرجى نفعه
لكن أبى عدم الوفا أن ينفعا”

انت وتربيتك

أجمل تعليق صادفته لعيد الحب هذا العام، كتبه الدكتور الفنان محمد دفع الله على صفحته في فيسبوك: “فلنتاين وخميس وليلة النصف من شعبان أنت وتربيتك”. انتهى التعليق.

وتتجلى التربية فيمن أسست نشأته على الهُدى، فكانت ليلة النصف من شعبان شغله الشاغل، صيامًا وقيامًا ودعاءً. أما من كان غير ذلك، فحسبه نفسه. أما د. محمد، فهو من بيت قرآني؛ فوالده كان من مادحي النبي ﷺ، وعمه الفنان بادي محمد الطيب، حافظٌ لكتاب الله، وفنانٌ ودرويشُ الحقيبة. لا نستطيع ثنائاً عليه، لكن تكفيه  أبيات العبادي في “شيخ ريا”:

“شيخ ريا حسبك من فخر ليك البدور طايعات تخر
وأذكر ليالي العاصمة المن سوء إلهك عاصمة

هي جنة شرطًا عاصي ما يمسك بنان في معاصما”

نسأل الله أن نعود إلى ليالي العاصمة يا دكتور محمد. ”

لمة حبان

والقرين بالمقارن يُنسب”، فهو صديق الفنان الإنسان، الشاب الجميل ذو القدر الرفيع، ضياء السر.

ضياء فنانٌ، وعوّاد ماهر، وإنسانٌ في منتهى اللطف. أذكر مبادرته التي أطلقها في الخرطوم، وهي قمة الإنسانية لمساعدة أمهاتنا وأخواتنا من بائعات الشاي رقيقات الحال، والتي أطلق عليها “لمة حبان”، وكان لي شرف اختيار الاسم.

“لمة حبان” تختار إحدى الفضليات، ويتم الإعلان عنها، فيأتي ضياء وصحبه، ومن بينهم محمد دفع الله، ويتجمعون حولها يغنون، وهو كل ما يملكونه. أما الحاضرون، فعليهم أن يدفعوا ثمن مشروباتهم من شاي وقهوة، أو يساهموا بما يستطيعون، إكرامًا لهؤلاء الكريمات.

هذا هو ضياء، وخلال هذه الحرب، وهو في بورتسودان، أطلق مبادرة لدعم دور الإيواء ومعسكرات الوافدين، وبنفس الجمال، كان يحمل عوده، يذهب ليغني لهم، ومن يرغب في الحضور، فعليه أن يُحضر ما يستطيع لدعم الوافدين. “والجود بالموجود” ..  ودي “تربيتك”.