القاهرة تحتفي بشاعر الوطن الراحل محمد المكي إبراهيم في ليلة استثنائية

القاهرة : رقراق نيوز

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة الأمريكية في القاهرة، مساء الأحد، أمسية تأبينية مهيبة للشاعر والدبلوماسي السوداني الراحل محمد المكي إبراهيم، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية قبل أشهر خلال زيارة قادمة من مهجره بالولايات المتحدة الأمريكية.

نُظّمت الفعالية برعاية اللجنة العليا للتأبين برئاسة السفير الأديب جمال محمد إبراهيم، وبتعاون واسع من نشطاء ومثقفين سودانيين، وامتدت فقرات البرنامج لتشمل عروضًا شعرية وموسيقية ومسرحية تخلد إرث الراحل الثقافي والوطني.

حضور رسمي وفني وشعبي واسع

افتُتح الحفل بكلمة رصينة من السفير جمال محمد إبراهيم، مؤكدًا المكانة الاستثنائية التي شغلها الراحل في المشهدين الثقافي والدبلوماسي السوداني. وقدّمت السيدة سمية إبراهيم الياس، أرملة الشاعر، كلمة مؤثرة استعرضت فيها سيرة الفقيد، واختتمتها بإلقاء مقاطع من قصيدته الخالدة جيلي أنا التي تغنى بها الفنان الراحل محمد وردي.

فقرات فنية وأدبية متنوعة

تخللت الحفل عروض فنية متميزة، من أبرزها عرض فيلم وثائقي عن حياة محمد المكي، وعرض موسيقي مصور (فيديو كليب) لفرقة عهد الجلاد بقيادة الفنان شمت، لأغنية “فرح في حديقة شوك قديم”، من كلمات الراحل. كما أدت الفرقة أغنية يَا بَا مع السلامة التي كتبها الشاعر محجوب شريف في وداع الوزير والدبلوماسي عبد الكريم ميرغني.

وشهدت الليلة كذلك عروضًا مسرحية قصيرة، منها العودة تأليف طارق علي وهند زمراوي، إلى جانب أعمال خفيفة الظل من تأليف عبد الله صوصل، وسط تفاعل كبير من الجمهور.

كلمات من كبار الشعراء

ألقى الشاعر الكبير عبد القادر الكتيابي كلمة مؤثرة في رثاء محمد المكي، تلاها بإلقاء قصيدتين؛ إحداهما من تأليفه، والأخرى من أعمال الراحل، وسط تصفيق حار من الحضور. وأسهم المخرج مجدي عوض صديق بإخراج عدد من الفقرات المسرحية.

ختام مفعم بالوفاء

اختتمت الاحتفالية بأنشودة أكتوبر الأخضر بأداء الفنان سليمان محمد سليمان، بينما تم تكريم أسرة الشاعر وسط أجواء حافلة بالتقدير والوفاء.

وفي لفتة تنظيمية متميزة، نصبت الجامعة الأمريكية شاشة عرض ضخمة في حديقة الجامعة، مع مقاعد وخدمات للضيوف الذين لم تتسع لهم القاعة، ليتمكنوا من متابعة الفعاليات خارج القاعة.

تظاهرة ثقافية ووطنية جامعة

تميزت الأمسية بحضور شبابي كثيف من الجنسين، ومشاركة لافتة من أبناء الجالية السودانية المقيمين بالقاهرة والجيزة وبقية المحافظات، لتكون بذلك ليلة وطنية جامعة التقت فيها الأجيال السودانية على ضوء قامة شعرية وإنسانية سامقة.

رحم الله شاعر الوطن محمد المكي إبراهيم، الذي شكّل وجدان الشعب السوداني بإبداعه وشعره ومواقفه.