تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة على الخرطوم وبورتسودان وسط تنديد دولي واسع

رصد: رقراق نيوز

تواصلت الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة على عدد من المدن السودانية، حيث شهدت مدينة أم درمان أمس الثلاثاء الماضي غارات استهدفت مناطق متفرقة، من بينها محيط كلية التربية التابعة لجامعة الخرطوم، ما دفع إدارة الجامعة إلى تأجيل جلسات الامتحانات المقررة في كافة مراكزها داخل السودان وخارجه.

وأفادت مصادر محلية بأن الطائرة المسيرة استهدفت موقعًا عسكريًا يحتوي على مدفع بالقرب من الكلية، ما أدى إلى وقوع انفجارات. وتداول ناشطون مقاطع مصوّرة تُظهر الطائرات وهي تحلّق في سماء أم درمان، وسط محاولات من المضادات الأرضية للتصدي لها.

وفي مدينة بورتسودان، تواصلت الهجمات لليوم السادس عشر على التوالي، وسط إطلاق مستمر للمضادات الأرضية من قبل القوات المسلحة.

وأعرب الخبير الأممي المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، عن قلقه البالغ حيال تصاعد الهجمات في ولاية البحر الأحمر، لا سيما في بورتسودان، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية وتعريض حياة المدنيين للخطر. وقال نويصر إن هذه الغارات بالطائرات المسيّرة تمثل تصعيدًا خطيرًا ينقل النزاع إلى “مستوى جديد”، مطالبًا بوقفها الفوري.

وفي بيان صدر الإثنين، أكد نويصر أن الهجمات المتكررة على البنية التحتية الحيوية تُعرض حياة المدنيين للخطر وتُفاقم الوضع الإنساني، لافتًا إلى أن انقطاع الكهرباء على نطاق واسع يؤثر سلبًا على إمدادات الوقود، ويُعيق الوصول إلى الحقوق الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية. كما أشار إلى أن منشآت طبية في بورتسودان وكسلا تعمل حالياً بطاقة منخفضة بسبب هذه الظروف.

وأضاف أن الضربات الأخيرة تأتي في سياق نمط متزايد من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الطاقة في ولايات الشمال ونهر النيل والنيل الأبيض، مؤكداً أن هذه المنشآت “يجب ألا تُستهدف” بموجب القانون الدولي.

ودعا نويصر أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، والامتناع عن استهداف المدنيين والمرافق المدنية، والحرص على مبدأي التناسب والحذر في العمليات العسكرية.

من جهتها، عبّرت الصين عن إدانتها للهجمات التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية في السودان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي، إن بلادها ترفض مثل هذه الهجمات، وتدعو الأطراف السودانية إلى حماية المدنيين والمنشآت العامة، مشددة على دعم بكين لتحقيق وقف إطلاق النار وتعزيز العملية السياسية في السودان.

وفي سياق متصل، طالبت الحكومة في بورتسودان الصين بمراجعة صادراتها من الأسلحة إلى الإمارات، متهمة الأخيرة بتزويد قوات الدعم السريع بها.

من جانبه، قال تومي بيجوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استخدما أسلحة أجنبية ضد المدنيين، وارتكبا انتهاكات لحقوق الإنسان. وأكد أن استمرار تدفق السلاح للأطراف المتقاتلة يؤدي إلى إطالة أمد النزاع ويهدد استقرار السودان والمنطقة. كما دعت واشنطن إلى وقف جميع أشكال الدعم الخارجي للأطراف المتحاربة، والضغط نحو وقف شامل لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.