الجيش السوداني: نخوض حربنا بأساليب نظيفة وينفي اتهامات واشنطن باستخدام أسلحة كيميائية

رصد: رقراق نيوز

نفى الجيش السوداني، اليوم الجمعة، بشكل قاطع اتهامات الولايات المتحدة له باستخدام أسلحة كيميائية محرّمة دوليًا في مناطق النزاع، واصفًا إياها بأنها “مبررات فطيرة ومضللة” تهدف إلى تشويه صورة القوات المسلحة السودانية، التي تخوض – بحسب تعبيره – حربها بأساليب مشروعة ونظيفة.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، في تصريحات نقلها موقع “الترا سودان”، إن “الجيش لا يستخدم أي أسلحة محرمة مطلقًا”، مضيفًا: “هم يعلمون ذلك، وفي الوقت نفسه يتعمدون غض الطرف عن المجرمين الحقيقيين، وهم مليشيا آل دقلو”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

عقوبات أمريكية جديدة

جاء هذا التصعيد في أعقاب عقوبات أمريكية أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية يوم الخميس، استهدفت الحكومة السودانية بعد اتهامها باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، بالإضافة إلى فرض عقوبات على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو وعدد من القادة العسكريين، بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في إقليم دارفور.

كما شملت العقوبات سبع شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع، اتهمتها واشنطن بتوفير التمويل وشراء المعدات العسكرية لصالح المليشيا، مما أسهم – بحسب البيان الأميركي – في “استمرار النزاع وتعميق الأزمة الإنسانية” في السودان.

رد حكومي: ابتزاز سياسي وتزييف للحقائق

من جانبها، استنكرت الحكومة السودانية ما وصفته بـ”الابتزاز السياسي وتزييف الحقائق” من قبل الإدارة الأميركية. وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الإعيسر، إن الخرطوم “تتابع، وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي”.

واعتبر الإعيسر أن مثل هذه الخطوات تأتي في توقيت بالغ الحساسية، خاصة بعد تعيين رئيس وزراء جديد في السودان، وهو ما اعتبره تطورًا مهمًا في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن واشنطن اعتادت على التدخل كلما أحرز السودان تقدمًا ملموسًا في الداخل.

خلفية النزاع

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد النزاع المسلح في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى، وشردت الملايين، خاصة في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان.

ويواجه السودان تحديات أمنية وإنسانية واقتصادية جسيمة، بينما تحاول الأطراف السياسية الفاعلة بناء مسار جديد لاستعادة الدولة ومؤسساتها، وسط ضغوط دولية متزايدة وتنافس إقليمي على النفوذ في البلاد.