رحيل الفنان والموسيقار أحمد شاويش بعد صراع مع المرض في عطبرة

رصد: رقراق نيوز

غيب الموت، عصر اليوم بمدينة عطبرة، الفنان والموسيقار والشاعر السوداني أحمد شاويش، بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا ثريًا وذاكرة موسيقية متميزة.

يُعد الراحل من أبرز الأصوات الإبداعية التي طبعت الساحة الفنية السودانية بلونية متفردة، إذ جمع بين الكتابة الشعرية والتلحين والغناء، مقدمًا أعمالاً شكلت وجدان المستمع السوداني، خصوصًا تلك التي قدمها بصوته وألحانه عبر آلة العود التي لازمته طوال مسيرته.

ولد أحمد شاويش في مدينة عطبرة، حيث نشأ وتلقى تعليمه قبل التحاقه بالمعهد العالي للموسيقى والدراما – قسم الصوت. وبعد تخرجه، عمل مخرجًا إذاعيًا بالإذاعة السودانية وتنقل بين عدد من إذاعاتها حتى توقف عمله عقب اندلاع الحرب.

تميّز شاويش بأداء غنائي درامي وصوتي متقن، جمع فيه بين التطريب العالي والتعبير العاطفي العميق، ما جعله قريبًا من وجدان المستمعين ومرآة لتجاربهم في الحب والفقد. كتب وغنى العديد من الأعمال الخالدة مثل: “ما جاييك شايل أفراح”، “بتذكرك”، “عطر الصندل”، “فجر الأمل”، “أهل البلد”، و”صباح العيد”.

وتعد أغنيته “عطر الصندل” من أبرز ما قدم، وقد اعتبرها النقاد حالة طربية “أقرب إلى الانجذاب السماوي”، كما شكل تعاونه مع الشاعرة الراحلة ليلى المغربي، زميلته في الإذاعة السودانية، ذروة تألقه الإبداعي.

عانى شاويش من مضاعفات داء السكري لسنوات، وزادت معاناته بعد إصابته بكسر في قدمه خلال الحرب، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية، حيث ظل يتلقى العلاج بمستشفى عطبرة إلى أن وافته المنية عصر اليوم.

رحل أحمد شاويش، لكن صوته سيبقى حاضرًا في ذاكرة الفن السوداني، وفي وجدان كل من أحبوا أغنياته الصادقة والعميقة.