طهران تضرب مراكز حيوية في تل أبيب والقدس: الهجوم الأعنف على إسرائيل منذ 100 عام

متابعات: رقراق نيوز
شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الساعات الماضية تطورات متسارعة وغير مسبوقة، بعد أن تبادلت إيران وإسرائيل تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة، وُصفت بأنها الأعنف منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979. جاء التصعيد في أعقاب هجوم إسرائيلي هو الأكبر من نوعه ضد أهداف إيرانية حساسة، ردّت عليه طهران بموجات من القصف الصاروخي المكثف هي الأولي من نوعها منذ قايم الدولة الصهيونية.
أهداف القصف الإيراني: ما أعلنته إسرائيل وما أخفته
في ساعات ليل الجمعة وفجر السبت، أطلقت إيران عدة موجات صاروخية استهدفت مجموعة من المواقع داخل الأراضي الإسرائيلية، في إطار رد مباشر على الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على منشآت نووية ومواقع عسكرية في إيران فجر الجمعة.
وبحسب ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية، فإن القصف الإيراني أصاب المواقع التالية: وزارة الدفاع الإسرائيلية، وزارة الاقتصاد، قاعدة تل نوف الجوية، مركز تل أبيب المالي، عدد من المناطق في مدينة حيفا، ومنصة الغاز الواقعة قبالة سواحل قطاع غزة.
غير أن مصادر إسرائيلية كشفت عن قائمة إضافية من الأهداف التي تم استهدافها ولم يتم الإعلان عنها رسميًا من قبل تل أبيب، وتشمل: القاعدة الجوية “نِفاتيم” في جنوب البلاد، بطارية من منظومة القبة الحديدية في وسط إسرائيل، مبنى للاستخبارات في منطقة تل أبيب، مقر استخبارات عسكرية في شمال إسرائيل، ومنازل بعض القادة الإسرائيليين الأمنيين والعسكريين.
عملية إسرائيلية كبرى: تدمير منظومات وتحجيم القدرات النووية
وفي تطور نوعي، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ عملية عسكرية سرية طويلة الأمد ضد أهداف استراتيجية إيرانية، وُصفت بأنها “أقسى ضربة” تتلقاها طهران منذ عقود. وأكد الجيش الإسرائيلي أن العملية تم التخطيط لها على مدار ثمانية أشهر، وجاءت بعد رصد تسارع في تطوير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أوضح أن العملية ليست مجرد ضربة واحدة، بل حملة تمتد على مراحل وتهدف إلى:
- ضرب منشأة نطنز النووية التي تُعد من أكثر المواقع تحصينًا في إيران
- استهداف منظومات الدفاع الجوي ومواقع القيادة والسيطرة
- شلّ البرنامج النووي الإيراني ومنع طهران من بلوغ مستوى إنتاج السلاح النووي
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن العملية تم وضع خطتها على مدى أسبوعين، وهي تأتي ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحييد القدرات الإيرانية تمامًا، عبر استهداف البنية التحتية النووية والعسكرية وقادة المشروع النووي والصاروخي.
اغتيال علماء ومشاركة الموساد ميدانيًا
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن العملية بدأت بمحاولة تصفية نحو 25 عالماً نوويًا إيرانيًا يُعتقد أنهم يمتلكون المعرفة الحرجة لتصنيع القنبلة النووية. وأضاف أن العملية لم تقتصر على الغارات الجوية، بل شارك فيها عناصر من جهاز “الموساد” الإسرائيلي الذين نفذوا عمليات تخريب ميداني سرية استهدفت: منصات إطلاق صواريخ، منظومات دفاع جوي، وبنى تحتية استراتيجية داخل إيران.
وأشار التقرير إلى أن التخطيط للضربة الشاملة بدأ بعد الهجوم الإيراني على تل أبيب في أكتوبر الماضي، حين أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجهات العسكرية والأمنية بالتسريع في وضع خطة متكاملة، مع ملاحظة تزايد إنتاج الصواريخ وتراجع فعالية الدفاعات الإيرانية.
المنشأة النووية الجديدة… حافز الضربة
كشفت التقارير أن من بين الدوافع الرئيسية لتسريع تنفيذ الضربة هو اقتراب إيران من افتتاح منشأة تخصيب نووي جديدة تحت الأرض، يُعتقد أنها محصنة ضد القنابل الخارقة للتحصينات الأميركية، ما دفع إسرائيل للتحرك قبل فوات الأوان.
أميركا في المشهد.. تنسيق سري ورفض علني
رغم أن واشنطن أظهرت رفضها العلني للهجوم، كشفت تقارير أميركية وإسرائيلية عن وجود تنسيق دقيق وسري بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والحكومة الإسرائيلية. وبحسب “أكسيوس”، فقد حصلت إسرائيل على ضوء أخضر فعلي من واشنطن، رغم التحفظات العلنية.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن مكالمة هاتفية جمعت نتنياهو بترمب قبيل الضربة لم تكن للاعتراض، بل لتنسيق الخطوات. فيما أشار التقرير إلى أن الرفض الأميركي الظاهري كان جزءاً من تكتيك تضليلي متفق عليه بين الطرفين، لتفادي رصد إيراني مبكر للهجوم.
واشنطن: لسنا طرفًا مباشرًا
في أعقاب الضربة، حرصت الإدارة الأميركية على التأكيد بأنها ليست شريكًا مباشرًا في العملية. حيث صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الهجوم “أُحادي الجانب”، ونفى مشاركة القوات الأميركية ميدانيًا، رغم الإقرار بأن واشنطن كانت على علم مسبق بالعملية.
إيران تتوعد… والمنطقة أمام “حرب جديدة”
في المقابل، أطلقت طهران 5 موجات من الضربات الجوية ضد إسرائيل من ليل الجمعة وحتى صباح السبت، ما تسبب في مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفق تقارير إعلامية. ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، ولجأ السكان إلى الملاجئ، في وقت أعلنت فيه قوات الدفاع الإسرائيلية أنها فعلت أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ.
وأكدت مصادر رسمية إيرانية أن الضربات الصاروخية مستمرة، وسط توقعات بتوسّع رد طهران ليشمل: هجمات انتقامية جديدة على أهداف إسرائيلية، استهداف قواعد أميركية في المنطقة، تفعيل أذرعها العسكرية في العراق وسوريا ولبنان، وتداعيات إقليمية مفتوحة… وتغيير لقواعد الاشتباك.
يرى مراقبون أن هذه الضربة فتحت بابًا واسعًا أمام حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، تتجاوز حدود الردود التكتيكية إلى مواجهة استراتيجية شاملة بين محورين متقابلين. وتوقفت التحليلات عند الأبعاد التالية: تقويض أي مفاوضات نووية مستقبلية مع طهران، تعديل موازين القوى في المنطقة، ووضع المجتمع الدولي أمام أزمة أمنية كبرى في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.
وفي ظل هذا التصعيد الحاد، تظل المنطقة حبلى بالسيناريوهات، مع استمرار العمليات العسكرية والتهديدات المتبادلة، وتزايد احتمالات اتساع رقعة المواجهة خارج الحدود المباشرة للطرفين.