شبكة الأطباء: تصاعد الاعتداءات على الكوادر الطبية في مستشفى دنقلا وسط غياب الحماية

رصد: رقراق نيوز
كشفت شبكة أطباء السودان عن تصاعد حاد في استهداف الكوادر الطبية داخل مستشفى دنقلا التخصصي بولاية الشمالية، محذرة من أن استمرار الاعتداءات الجسدية واللفظية على الطاقم الطبي يهدد سلامة العاملين ويقوّض قدرة المستشفى على تقديم الخدمات الصحية في ظل الأوضاع الأمنية الهشة التي تعيشها البلاد.
وفي بيان رسمي صدر بتاريخ 19 يونيو، أكدت الشبكة أن اثنين من الأطباء، هما الطبيب العمومي المنذر عمرو واختصاصي الجراحة العامة منذر عادل، تعرضا للضرب والتهديد بالقتل من قبل مرافقين لعدد من المصابين داخل أقسام الجراحة والطوارئ، في حادثة وصفها البيان بأنها تمثل تطورًا خطيرًا ومقلقًا. كما طالت الاعتداءات اللفظية باقي أفراد الطاقم المناوب، ما خلق حالة من الرعب والفوضى داخل المستشفى.
وأشارت الشبكة إلى أن هذا الحادث ليس معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة متكررة من الانتهاكات، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 11 حالة اعتداء خلال الشهرين الماضيين طالت أطباء وكوادر تمريض في خمسة أقسام مختلفة، مما يعكس واقعًا أمنيًا هشًا يهدد استمرار العمل الطبي ويعرّض العاملين لخطر مباشر.
وأعلنت الشبكة تضامنها الكامل مع الإضراب الذي نفذه الأطباء في مستشفى دنقلا، واصفة الخطوة بأنها رد فعل طبيعي ومشروع على غياب التدابير الوقائية وضعف الاستجابة الإدارية والأمنية، محملة في الوقت نفسه إدارة المستشفى والسلطات الحكومية المعنية كامل المسؤولية عن حماية الكادر الطبي وضمان أمنه أثناء أداء مهامه.
وطالبت الشبكة باتخاذ إجراءات عاجلة تشمل فتح تحقيق فوري وشفاف حول الاعتداءات الأخيرة، ومحاسبة المتورطين دون استثناء، إلى جانب تفعيل القوانين التي تجرّم الاعتداء على العاملين في القطاع الصحي، مع ضرورة تحسين بيئة العمل وتوفير آليات حماية واضحة وملزمة داخل المؤسسات العلاجية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه النظام الصحي في السودان من أزمات متراكمة بفعل الحرب، وتدهور الخدمات، ونقص الإمدادات الطبية والكوادر المؤهلة، ما يجعل الكوادر المتبقية في الواجهة وحدها، ويعرّضها لضغوط مزدوجة بين عبء العمل والخطر الأمني.
ودعت شبكة أطباء السودان المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والجهات القانونية إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ”الانحدار الخطير”، والعمل على حماية من تبقى من الكوادر الطبية الذين يمثلون خط الدفاع الأول في وجه الأزمات الصحية والإنسانية التي تمر بها البلاد.