“عدسات في السماء”.. سحب نادرة تدهش سكان شمال السودان وتثير فضول المتابعين

رصد: رقراق نيوز

شهدت ولايتا الشمالية ونهر النيل، مساء أمس، ظهورًا لافتًا لظاهرة جوية نادرة، تمثّلت في سحب عدسية الشكل، ما أثار اهتمام السكان المحليين ونشطاء منصات التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا صورها بكثافة.

وصف الراصد الجوي السوداني، المنذر أحمد الحاج، هذه السحب بأنها من الظواهر المناخية الطبيعية المعروفة باسم “السحب العدسية” (Lenticular Clouds)، موضحًا أنها تتشكل نتيجة اصطدام الهواء الرطب والمستقر بالتضاريس الجبلية أو الصحراوية، ما يخلق موجات هوائية تتكثف عند قممها مكوّنة هذه السحب الملساء ذات المظهر العدسي أو الطبقي.

وأوضح أن هذه الظاهرة ترتبط غالبًا بارتفاع معدلات الرطوبة، وبوجود مرتفعات طبيعية تعرقل تدفق الهواء، ما يؤدي إلى تكوُّن موجات هوائية تتسبب في ظهور السحب العدسية، التي تتخذ أشكالًا تشبه الصحون الطائرة أو الأجسام الغريبة (UFOs)، وهو ما يجعلها محط أنظار المصورين والمهتمين بالظواهر الجوية حول العالم.

وتُعد السحب العدسية من أنواع السحب الثابتة التي تتكون في طبقة التروبوسفير، وتظهر غالبًا بشكل رأسي على امتداد اتجاه الرياح. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • السحب الركامية المتوسطة (Altocumulus SL)
  • السحب الركامية الطبقية (Stratocumulus SL)
  • السحب السمحاقية الركامية (Cirrocumulus SL)

وتنشأ هذه السحب عادة بفعل ظاهرة تُعرف بـ”الموجات الجبلية”، إذ يؤدي مرور الهواء المستقر فوق سلاسل جبلية إلى خلق موجات هوائية أفقية، وعند بلوغ الهواء قمة الموجة وانخفاض درجة حرارته إلى نقطة الندى، تبدأ الرطوبة بالتكثف لتكوّن هذه السحب الفريدة.

دلالات جوية وتأثيرات ملاحية

يرى خبراء الأرصاد أن ظهور السحب العدسية يُعد مؤشرًا على اضطراب جوي محتمل، إذ قد يُنبئ بهطول أمطار أو ثلوج خلال 24 إلى 48 ساعة، كما أنها ترتبط بوجود رياح قوية وتيارات صاعدة.

من ناحية الطيران، تُشكل هذه السحب تحديًا للملاحة الجوية، حيث يُنصح الطيارون بتفاديها لتجنب الاضطرابات الهوائية والدوّامات العمودية، بينما يستفيد منها طيارو الطائرات الشراعية في الصعود عبر التيارات الصاعدة التي ترافقها.

وفي بعض الحالات، تترافق هذه السحب مع ظاهرة التقزّح اللوني، حيث تعكس ألوان قوس قزح على أطرافها بفعل زاوية الضوء، ما يمنحها مظهرًا بصريًا ساحرًا.

ليست نادرة تمامًا.. لكن ظهورها يحمل إشارات مناخية مهمة

ورغم جاذبيتها، يؤكد المختصون أن السحب العدسية ليست نادرة عالميًا، لكنها تظهر بشكل أكثر تكرارًا في المناطق التي تتميز بتضاريس وعرة أو مرتفعات صخرية، مثل مناطق شمال السودان. ويُنظر إلى رصدها على أنه فرصة علمية لفهم طبيعة التغيرات الجوية، وربطها بالمعطيات الجغرافية والمناخية المحلية.