تصعيد دامٍ في الفاشر: قصف معسكرات النازحين واشتباكات عنيفة تستمر لأكثر من 12 ساعة

رصد: رقراق نيوز

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الأربعاء تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، استمر لأكثر من 12 ساعة، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نازحون، في أعقاب قصف مدفعي شنّته قوات الدعم السريع على معسكر أبو شوك للنازحين.

وأعلنت غرفة الطوارئ بمعسكر أبو شوك أن القصف أسفر عن مقتل ثمانية نازحين وإصابة عدد آخر، إضافة إلى تدمير واسع طال عددًا من المنازل داخل المعسكر، ما أثار حالة من الذعر والهلع بين السكان.

في المقابل، أكدت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أنها تمكنت، بمساندة القوات المشتركة والمقاومة الشعبية المستنفرة، من صد هجوم واسع النطاق شنته قوات الدعم السريع من المحور الجنوبي الغربي للمدينة. وذكر بيان صادر عن القيادة العسكرية أن المواجهات بدأت منذ فجر الأربعاء واستمرت حتى السادسة مساءً، وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع، من بينها تحييد القائد الميداني آدم عيسى الجنيدي، دون أن يورد البيان حصيلة دقيقة للضحايا.

وأشار شهود عيان إلى أن المعارك تركزت في الجهتين الجنوبية الغربية والشمالية من المدينة، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت تحركات مكثفة للقوات المسلحة. وأفادت مصادر ميدانية بأن الهجوم كان يستهدف سوق المواشي ومطار الفاشر، في محاولة للسيطرة على مواقع تعتبر استراتيجية وحيوية من آخر معاقل الجيش في دارفور.

ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من قصف مدفعي استهدف سوق معسكر أبو شوك، أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين، بينهم أطفال، بحسب مصادر محلية.

وفي خضم هذه التطورات، أصدر والي شمال دارفور المكلّف قرارًا بإعادة تشكيل اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التنسيق الدفاعي داخل المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.

تُعد مدينة الفاشر آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما يجعلها هدفًا مستمرًا لهجمات قوات الدعم السريع التي تسعى لإحكام قبضتها على الإقليم. وتشير تقارير أممية إلى أن أكثر من 800,000 مدني محاصرون داخل المدينة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، ودمار واسع للمرافق الصحية نتيجة القصف المتكرر.