والي غرب دارفور في حوار الساعة: “حكومة التأسيس محاولة بائسة لإضفاء شرعية على مشروع دموي”

* الميليشيات لا تصنع استقراراً.. الاستقرار يأتي عبر التوافق الوطني والمؤسسات الشرعية

* قوى إقليمية تدعم تفتيت السودان عبر وكلاء داخليين.. ولن نسمح بفرض أي مشروع خارجي بقوة السلاح

* كيف لقوة اغتصبت النساء أن تزعم تمثيلهن؟

*  من ذبح أبناء الشعب بالأمس لا يمكن أن يحكمه اليوم

* المجتمع السوداني أقوى من أي مشروع تخريبي رغم كل المؤامرات

* المعارضة الحقيقية تُمارس بالوسائل السلمية والسياسية وليس عبر السلاح وارتكاب المجازر

* ابتزاز سياسي قذر يُمارس عبر تهجير وتجويع وترهيب المواطنين ثم تقديم حكومة بديلة

* أحد أهداف هذا التكوين ضرب هيبة القوات المسلحة وشق الصف الوطني

* من داس على دماء الثوار في دارفور لا يحق له التحدث باسم الثورة

*ندعو المجتمع الدولي لعدم التعامل مع هذه الجماعة أو منحها أي شرعية

حوار : رقراق نيوز

في ظل التغيرات السياسية في السودان بعد إعلان تحالف تأسيس تشكيل حكومة المنفى بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، وفي ظل سيطرة مليشيا الدعم السريع على أغلب ولايات دارفور، التقينا بوالي غرب دارفور بحر الدين آدم كرامة ليتحدث عن تأثير إعلان حكومة التأسيس على الأوضاع الداخلية والمحيطين الإقليمي والدولي، خاصة وأن ولاية غرب دارفور قد تعرضت لأسوأ الانتهاكات من تطهير عرقي وتهجير واغتصاب والتمثيل بالقتلى في الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين. وقال كرامة إن ما تم الإعلان عنه واجهة سياسية لمليشيا الدعم السريع التي تورطت في ارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء هذا الوطن، خاصة في دارفور.

وزاد قائلاً: “من يقودون هذه الحكومة شركاء في جرائم لا تسقط بالتقادم، وهم يعرفون أنهم لن يحكموا السودان وإنما يراهنون على البقاء عبر الفوضى والسلاح. وهناك قوى إقليمية لها مصلحة في تفتيت السودان، وتعمل عبر وكلاء داخليين. لكن نقول لهم: لن نسمح بأي مشروع خارجي يُفرض علينا بقوة السلاح”.

ما هو موقفكم الرسمي من إعلان ما يسمى بحكومة التأسيس؟

بكل وضوح، ما يسمى بـ”حكومة التأسيس” ليست سوى واجهة سياسية لمليشيا تورطت في ارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء هذا الوطن، خاصة في دارفور. هي محاولة بائسة لإضفاء شرعية سياسية على مشروع دموي قائم على القتل، والاغتصاب، والتطهير العرقي، وتهجير المواطنين من أرضهم.

هل تعتقدون أن هذه الحكومة تشكل خطرًا فعليًا على الدولة السودانية؟

هي لا تشكل خطرًا مؤسسًا، لكنها تمثل تهديدًا أخلاقيًا ووطنيًا، لأنها تسعى لخلط الأوراق وتزييف إرادة الشعب. من يقودون هذه الحكومة شركاء في جرائم لا تسقط بالتقادم، وهم يعرفون أنهم لن يحكموا السودان وإنما يراهنون على البقاء عبر الفوضى والسلاح.

هناك من يبرر هذا التكوين بأنه خطوة نحو الاستقرار، كيف تردون على ذلك؟

الاستقرار لا يأتي عبر المليشيات، بل عبر التوافق الوطني والمؤسسات الشرعية. من يدّعي بناء دولة عبر بنادق ملوثة بالدماء فهو إما واهم أو مشارك في الجريمة. ما يحدث الآن هو تكريس للواقع العسكري للميليشيا ومحاولة شرعنته سياسياً، ولن نقبل بذلك.

هل لديكم معلومات عن الجهات الإقليمية أو الدولية التي قد تكون داعمة لهذا التكوين؟

نحن نراقب ونتابع. هناك قوى إقليمية لها مصلحة في تفتيت السودان، وتعمل عبر وكلاء داخليين. لكن نقول لهم: لن نسمح بأي مشروع خارجي يُفرض علينا بقوة السلاح. شعب السودان أذكى من أن يُخدع مرة أخرى.

بماذا تفسرون غياب التمثيل الحقيقي للمرأة والقوى الوطنية في هذا التكوين؟

لأنها ليست حكومة تمثيل، بل واجهة عسكرية مغطاة بغطاء سياسي. النساء كنّ ضحايا رئيسيات لجرائم هذه الميليشيا، فكيف يمكن لقوة اغتصبت النساء أن تزعم تمثيلهن؟ هذا تزييف فجّ ومهين لكل السودانيين.

ما هي رسالتكم لأبناء غرب دارفور وبقية السودانيين في ظل هذا التطور؟

لا تنخدعوا بالشعارات الكاذبة. من ذبح أبناءكم بالأمس لا يمكن أن يحكمكم اليوم. واجبنا هو استعادة الدولة، حماية أهلنا، وتثبيت قيم العدالة والمحاسبة. وسننتصر بإذن الله، لأننا على حق.

كيف تنظرون لمستقبل السودان في ظل هذا الواقع المتأزم؟

رغم كل شيء، أنا متفائل. السودان دولة راسخة، والمجتمع السوداني أقوى من أي مشروع تخريبي. سنخرج من هذه المرحلة أكثر وعيًا وصلابة، لكننا بحاجة إلى وحدة وطنية حقيقية، ومشروع إنقاذ وطني يلتف حول الجيش والشرفاء من أبناء الشعب.

هناك من يقول إن “حكومة التأسيس” تمثل تيارًا معارضًا لنظام الحكم، فهل ترونها جزءًا من المعارضة المشروعة؟

المعارضة المشروعة تُمارس بالوسائل السلمية والسياسية، وليس عبر السلاح وارتكاب المجازر. لا يمكننا أن نضع من يحمل بندقية لقتل الأطفال والنساء في خانة المعارضة. هذا تمرد مسلح موصوف، ومن يقف خلفه شركاء في تقويض الدولة.

كيف تفسرون إعلان هذه الحكومة بالتزامن مع تدهور الوضع الإنساني في دارفور والفاشر تحديدًا؟

هذا جزء من المخطط. هناك من يريد الاستفادة من معاناة الناس كأداة ضغط سياسي. يُهجر المواطن، يُجوع، يُرهب، ثم يُقال له: هذه الحكومة البديلة. إنها عملية ابتزاز سياسي قذرة تُمارس على حساب دماء الأبرياء.

هل تعتقدون أن هذه الخطوة تهدف لعزل الجيش من المشهد السياسي والوطني؟

بالتأكيد. أحد أهداف هذا التكوين هو ضرب هيبة القوات المسلحة، وشق الصف الوطني، وإيهام الناس بوجود بديل. لكن الجيش باقٍ، وهو حارس الدولة ومؤسساتها، ولن يُستبدل بمليشيا مهما تعددت أسماؤها أو تغيرت ألوانها.

كيف تردون على محاولات إعلام هذه الجماعة تقديم حكومة التأسيس كـ”حكومة مدنية” تمثل الثورة؟

هذا استغلال بشع لشعارات الثورة. من داس على دماء الثوار في دارفور لا يمكن أن يتحدث باسم الثورة. من مارس الاغتصاب الجماعي والتطهير العرقي، ودفن الناس أحياء، لا يمثل طموحات الشباب ولا أحلام الأحرار. الثورة بريئة من هذا التكوين ومن يقف خلفه.

هل هناك تنسيق بين ولايتكم وولايات أخرى لمواجهة هذا التطور السياسي الخطير؟

نعم، هناك تواصل مستمر وتنسيق عالٍ بيننا كولاة في المناطق المتأثرة، ونتبادل المعلومات والخطط. المعركة الآن ليست فقط عسكرية، بل سياسية وإعلامية وأمنية. كلنا على قلب رجل واحد لحماية وحدة البلاد.

هل من كلمة توجهونها للمجتمع الدولي إزاء هذا التكوين غير الشرعي؟

نطالب المجتمع الدولي بعدم التعامل مع هذه الجماعة أو إعطائها أي شرعية. يجب دعم مسار الدولة الوطنية، واحترام إرادة الشعب السوداني، وليس مكافأة المجرمين السياسيين بكرسي الحكم. الصمت الدولي عمّا يحدث في دارفور أمر مخزٍ ويجب أن يتوقف.

كلمة أخيرة؟

أقول لكل السودانيين: لا تنخدعوا بالمظاهر. المجرمون لا يصنعون دولة. واجبنا الآن أن نكون جسدًا واحدًا ضد هذا المشروع التخريبي، وسننتصر لأننا نؤمن أن السودان أكبر من طموحات عصابة تحمل السلاح وتلبس قناع السياسة.