خمس منظمات دولية تصل ترسين بجبل مرة على ظهور الدواب لتقديم الإغاثة بعد الانهيار الأرضي

رصد: رقراق نيوز
تمكنت خمس منظمات دولية، أمس الجمعة، من الوصول إلى قرية ترسين بجبل مرة، رغم وعورة الطرق وظروف الطقس القاسية، وذلك في أعقاب الانهيار الأرضي المدمّر الذي شهدته المنطقة مؤخرًا، مخلفًا قتلى ومفقودين وخسائر فادحة في الممتلكات والثروة الحيوانية، بحسب تقارير ميدانية.
وتأتي الزيارة في إطار جهود إنسانية عاجلة لتقييم الوضع وتقديم مساعدات إغاثية، إلى جانب المشاركة في عمليات البحث عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض.
وقال محمد عبد الرحمن الناير، المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، إن الوفود الإنسانية تكبدت مشاقًا كبيرة للوصول إلى ترسين، حيث استغرقت الرحلة ساعات طويلة عبر مسارات جبلية غير ممهدة، تخللتها أمطار غزيرة أعاقت الحركة. وأضاف أن المنظمات وزعت مساعدات أولية شملت مشمعات ومواد إيواء أساسية على نازحين من القرى المجاورة خشية تكرار الكارثة.
وضمت الوفود كلًا من: منظمة رعاية الأطفال البريطانية، منظمة الإغاثة العالمية، المجلس الدنماركي للاجئين، منظمة التضامن الفرنسية، والفيالق الطبية الأميركية.
وكانت فرق محلية قد تمكنت، بحسب الناير، من انتشال نحو 100 جثة عقب الانهيار الأرضي الناتج عن الأمطار الغزيرة. وتقع قرية ترسين ضمن مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وتدار محليًا عبر ما يُعرف بـ”السلطة المدنية في الأراضي المحررة“ برئاسة مجيب الرحمن الزبير.
وأشار الناير إلى أن الحركة تلقت اتصالات من جهات دولية بينها الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، ومنظمة الإيقاد، أبدت استعدادها لتقديم الدعم الإنساني للمتضررين.
من جانبها، أكدت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أن فريق الطوارئ التابع لمنظمة رعاية الطفولة وصل إلى القرية بعد رحلة شاقة استغرقت ثماني ساعات على ظهور الحمير، حيث نشر عيادات متنقلة ووزع مستلزمات وقائية ومياه شرب على الأسر المتضررة، في وقت تعمل فيه الوكالات الإنسانية على تقييم الاحتياجات العاجلة وتستعد لتوفير المزيد من الإمدادات.
أما وزارة الصحة السودانية، فقد أعلنت أن الانزلاق الأرضي أسفر عن وفاة شخصين فقط، فضلًا عن خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وتدمير نحو 500 شجرة برتقال، بينما أكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الحادثة نتجت عن تغيرات مناخية حادة.
وأوضحت الهيئة أن تحليل بيانات الأقمار الصناعية كشف عن ثلاثة عوامل وراء الكارثة:
أمطار استثنائية تجاوزت نصف المعدلات القياسية.
تشبع التربة بالمياه بعد موسم مطير وأمطار متواصلة.
تمركز الهطول الكثيف مباشرة فوق جبل مرة.
واعتبرت الهيئة أن ما جرى يمثل مؤشرًا خطيرًا على التحولات المناخية في المنطقة، مشددة على ضرورة تطوير أنظمة الإنذار المبكر، وربطها بجهات الدفاع المدني والمجتمعات المحلية، إلى جانب إعداد خرائط دقيقة لمخاطر الانهيارات والفيضانات في جبال مرة والنوبة، وتحويل التحذيرات المناخية إلى إجراءات عملية تقلل الخسائر مستقبلًا.