الفاشر على حافة الكارثة: حصار خانق ونفاد تام للغذاء يهددان حياة المدنيين

رصد: رقراق نيوز
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعًا إنسانية متدهورة على نحو غير مسبوق، بعد نفاد المواد الغذائية تمامًا في الأسواق ومراكز الإيواء، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع التي أحكمت تطويق المدينة بالسواتر والخنادق الترابية من جميع الجهات.
وأفاد تجار محليون بأن المدينة تعيش حالة جوع حاد إثر انقطاع الإمدادات الغذائية وتوقف حركة التهريب التي كانت تشكل المنفذ الوحيد لوصول السلع خلال الأشهر الماضية، مشيرين إلى أن المطابخ الجماعية توقفت عن تقديم الوجبات للنازحين بسبب انعدام المخزون الغذائي.
وكان مختبر الشؤون الإنسانية بجامعة ييل الأميركية قد نشر صورًا ملتقطة بالأقمار الصناعية تُظهر اكتمال الحاجز الترابي الذي شيدته قوات الدعم السريع حول الفاشر بطول 57 كيلومترًا، ما عزز من سيطرتها على مداخل ومخارج المدينة، وأدى فعليًا إلى عزلها عن العالم الخارجي.
وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ سودان تربيون، فإن قوات الدعم السريع استخدمت آليات حفر ثقيلة لإنشاء خندق يمتد لأكثر من 15 كيلومترًا جنوب غرب المدينة، بهدف تشديد الحصار وقطع جميع طرق الإمداد، بينما كانت مجموعات محدودة قبل ذلك تنقل السلع إلى داخل المدينة بأسعار باهظة قبل أن تُمنع تمامًا.
في الأثناء، كثفت قوات الدعم السريع قصفها العشوائي على حي الدرجة الأولى، الذي يؤوي عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين، بالتوازي مع حملات مداهمة للمنازل وإحراقها في الأحياء التي سيطرت عليها مؤخرًا، وسط تقارير عن إعدامات ميدانية وانتهاكات جسيمة شملت الابتزاز والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
ويُعد الحصار المفروض على الفاشر منذ أبريل 2024، واشتد منذ مايو من العام نفسه، واحدًا من أخطر الأزمات الإنسانية في دارفور، إذ تواجه المدينة مجاعة حقيقية تهدد حياة الآلاف من السكان الذين تقطعت بهم السبل دون غذاء أو دواء أو ممرات آمنة للخروج.