سلفا كير يعيد تشكيل لجنة التفاوض حول أبيي في ظل تصاعد الأزمة السودانية
رصد: رقراق نيوز
أصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أمرًا جمهوريًا بإعادة تشكيل اللجنة العليا المعنية بالتفاوض حول الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها مع السودان، في خطوة تعكس اهتمام جوبا بإحياء الملف الحدودي القديم رغم تصاعد الأوضاع الأمنية في السودان.
وبحسب ما بثه التلفزيون الحكومي SSBC يوم الجمعة، ستتولى اللجنة الجديدة التواصل مع حكومة السودان وعرض موقف جوبا أمام الهيئات الإقليمية والدولية، إلى جانب تقديم المشورة للرئاسة حول مستقبل المنطقة.
وأسند كير رئاسة اللجنة إلى نائبه ورئيس المجموعة الاقتصادية الدكتور بنيامين بول ميل، فيما تم تعيين وزير شؤون مجتمع شرق إفريقيا نائبًا للرئيس، ووزير شؤون الرئاسة مقرّرًا للجنة. كما وجه بأن ترفع اللجنة تقارير شهرية مباشرة إليه لمتابعة تنفيذ مهامها في إطار “حل سلمي ودبلوماسي” للنزاع.
خلفية النزاع
تُعد منطقة أبيي من أكثر الملفات حساسية بين السودان وجنوب السودان، إذ لم يُحسم مصيرها منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005، التي نصت على إجراء استفتاء لتحديد تبعيتها. غير أن الخلافات حول أهلية التصويت وتكرار أعمال العنف حالت دون تنفيذ الاستحقاق.
وفي عام 2013، أجرت قبيلة دينكا نقوك استفتاءً أحاديًا صوتت فيه الأغلبية لصالح الانضمام إلى الجنوب، لكن الخطوة لم تلقَ اعترافًا رسميًا من جوبا أو الخرطوم، لتظل المنطقة تحت إدارة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة.
آراء وتحليلات
القرار أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، حيث رأى المحلل السياسي جيمس بوبويا أن الخطوة “رمزية أكثر من كونها عملية”، معتبرًا أن غياب حكومة سودانية مستقرة يجعل من الصعب بدء أي مفاوضات جادة.
وأضاف بوبويا أن جزءًا كبيرًا من المنطقة يخضع حاليًا لسيطرة قوات الدعم السريع، في حين يتمركز الجيش السوداني بعيدًا عنها، مما يُضعف فرص التفاوض الواقعي.
كما انتقد بوبويا حكومة جنوب السودان لتقاعسها عن متابعة الملف منذ سنوات، مشيرًا إلى عدم سعيها لاعتراف دولي باستفتاء دينكا نقوك عام 2013، معتبراً أن إعادة تشكيل اللجنة الآن “تعكس غياب رؤية استراتيجية واضحة لدى جوبا”.
سياق أممي متزامن
تزامن القرار مع زيارة قام بها جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إلى جوبا، حيث بحث مع سلفا كير تحديات بعثات الأمم المتحدة في المنطقة.
وأكد لاكروا خلال اللقاء أن بعثتي UNMISS وUNISFA ستواجهان تخفيضات في الميزانية بنسبة 15%، داعيًا حكومة جنوب السودان إلى تقديم الدعم اللازم لضمان استمرار مهام حماية المدنيين ودعم السلام في أبيي والمناطق الحدودية.
ويُنظر إلى خطوة سلفا كير على أنها محاولة لإبقاء ملف أبيي حاضرًا على الأجندة الدبلوماسية الإقليمية، في وقت تعيش فيه السودان واحدة من أعقد مراحله السياسية والأمنية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.