تساقط مسيرات الدعم السريع يثير الذعر في نيالا ويكشف عن أزمة تقنية في صفوف المليشيا
متابعات/ رقراق نيوز
سادت حالة من الهلع والارتباك الشديدين بين مواطني مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، إثر تكرار حوادث سقوط طائرات مسيّرة (درونز) تابعة لقوات الدعم السريع فوق أحياء سكنية ومواقع مدنية خلال الأيام القليلة الماضية.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان أن هذه الحوادث لم تكن ناجمة عن هجمات معادية، بل عن عمليات تدريب فاشلة تجريها المليشيا لعناصرها، مما حول سماء المدينة إلى ساحة اختبار خطرة.
كشفت مصادر ميدانية في نيالا أن المدينة شهدت خلال الأسبوع المنصرم سقوط ما لا يقل عن ثلاث طائرات مسيّرة في مواقع متفرقة.
وأكد شهود عيان أن إحدى هذه المسيرات سقطت بشكل مفاجئ يوم الأربعاء الماضي في منطقة مأهولة، مما تسبب في تدافع المواطنين خوفاً من انفجارها، قبل أن تهرع قوة تابعة للدعم السريع لتطويق المكان وأخذ الحطام بسرعة.
وأشارت التقارير إلى أن هذه المسيرات هي من طرازات تستخدم لأغراض الاستطلاع والهجوم الخفيف، وأن سقوطها المتكرر دون تعرضها لنيران مضادات أرضية يشير بوضوح إلى خلل فني أو نقص حاد في خبرة المشغلين الذين يخضعون لتدريبات مكثفة في معسكرات داخل المدينة ومحيطها.
تزامنت هذه الحوادث مع حالة من التوتر الأمني في المدينة، حيث يعيش السكان تحت وطأة الخوف المستمر.
وقال أحد المواطنين (فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية):
“أصبحنا لا نفرق بين الطائرات التي تقصفنا وتلك التي تسقط بسبب فشلهم.
نسمع أزيز الطائرات ثم نرى أجساماً تسقط، وهذا يخلق رعباً حقيقياً خاصة في الأسواق والأحياء المكتظة، نخشى أن تسقط إحدى هذه ‘الألعاب القاتلة’ فوق رؤوس أطفالنا”.
ويرى مراقبون أن استخدام “الدعم السريع” للأحياء السكنية أو المناطق القريبة منها كأجواء للتدريب على تكنولوجيا المسيرات يعكس استهتاراً بسلامة المدنيين، ويشير إلى محاولة المليشيا تسريع وتيرة تأهيل كوادرها لتعويض النقص في المشغلين المحترفين، حتى لو كان ذلك على حساب دقة وكفاءة المعدات.
يأتي هذا التخبط الميداني للدعم السريع في وقت تتعرض فيه مواقعها في نيالا لضغط جوي متزايد من قبل الجيش السوداني.
حيث شهدت الأيام الماضية، وتحديداً الخميس، غارات جوية دقيقة نفذها طيران الجيش استهدفت مخازن للوقود ومواقع استراتيجية للمليشيا، مما زاد من تعقيد المشهد.
ويشير سقوط المسيرات التدريبية إلى أن قوات الدعم السريع تحاول جاهدة تطوير قدراتها الجوية الدفاعية والهجومية لمواجهة تفوق الجيش في سلاح الجو، إلا أن النتائج العكسية لهذه التدريبات باتت تشكل تهديداً داخلياً وتكشف عن ثغرات لوجستية وفنية تعاني منها القوات المسيطرة على المدينة.
بينما تحاول قوات الدعم السريع التعتيم على هذه الحوادث واعتبارها “إجراءات روتينية”، فإن تكرار سقوط المسيرات في نيالا يبعث برسالة واضحة حول تآكل الكفاءة الفنية وتزايد المخاطر التي يدفع ثمنها المواطن العزّل، الذي بات محاصراً بين نيران المعارك وأخطاء التدريب القاتلة.
يأتي هذا بعد تقارير عن وصول شحنات جديدة من التقنيات العسكرية للدعم السريع، مما يفسر موجة التدريبات الحالية.
حيث أن”نيالا” تعتبر مركز ثقل استراتيجي للدعم السريع، وأي خلل أمني أو عسكري فيها يؤثر على معنويات قواتهم في كامل إقليم دارفور.