حراك دبلوماسي مصري حول السودان واتصالات إقليمية ودولية مكثفة

القاهرة: رقراق نيوز

يشهد ملف السودان نشاطاً دبلوماسياً لافتاً، في ظل تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء تداعيات الصراع وتعقيداته المتشابكة. وفي هذا الإطار، أكدت مصر ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لضمان فتح ممرات آمنة وملاذات محمية داخل السودان، بما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

 

وفي اتصال هاتفي مع نظيره النرويجي إسبين بارث إيد، أطلع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الجانب النرويجي على الخطوات التي تتخذها القاهرة ضمن الآلية الرباعية الداعمة لوقف شامل لإطلاق النار في السودان. وتضم الآلية كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، وقد طرحت في أغسطس الماضي خريطة طريق تبدأ بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تعقبها هدنة دائمة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.

 

وكانت الآلية الرباعية قد عقدت اجتماعاً وزارياً في واشنطن في سبتمبر الماضي، أكدت خلاله أهمية تنسيق وتكثيف الجهود الدولية لإنهاء النزاع المسلح في السودان. وخلال الأيام الماضية، شددت القاهرة على وجود خطوط حمراء في ما يتعلق بالأزمة السودانية، معتبرة أن تجاوزها يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري.

 

وفي السياق ذاته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالقاهرة، دعم بلاده الكامل للشعب السوداني في تجاوز المرحلة الراهنة، مجدداً التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية.

 

كما رحّبت مصر بانخراط الإدارة الأميركية في جهود معالجة الأزمة السودانية، مؤكدة أهمية التنفيذ الكامل لبيان الآلية الرباعية بشأن السودان. وكان وزير الخارجية المصري قد زار مدينة بورتسودان في أكتوبر الماضي، حيث التقى القيادة السودانية وبحث معها مبادرة الرباعية الهادفة إلى التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار.

 

وخلال الاتصال مع نظيره النرويجي، جدد عبد العاطي تأكيد موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف أن الاتصال تناول أيضاً عدداً من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

 

وأكد وزير الخارجية المصري أهمية تكثيف الجهد الدولي لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة المطروحة، مشدداً على رفض مصر لأي إجراءات تمس وحدة الأراضي الفلسطينية أو تفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية، ومندداً باستمرار التوسع الاستيطاني وهجمات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتهيئة الظروف لبدء التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مثمناً الدور النرويجي الداعم للقضية الفلسطينية.

 

وتناول الاتصال كذلك تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، حيث أكد عبد العاطي دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة الصومال ومؤسساته الشرعية، ورفض أي خطوات أحادية تمس سيادته أو تهدد وحدة أراضيه. كما بحث الوزيران الأزمة الأوكرانية، واتفقا على أهمية التوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.