المفردة الشعرية عند خطاب حسن أحمد “مناقير الكنار” نموذجاً

توثيق: رقراق نيوز

رجل نسيج وحده، ينتقي المفردة من كواكب موازية، هو أبو ذر العبارات اليتيمة، التي لا تنتمي لأي قاموس سوى قاموس خطاب المختلف.

صوت المصطفى آت من مدارات التوهج، من كويكبات البعد، نقيا كضحكة طفل رضيع، يجرد معنى المجيء، مغموسا وسط كومة من الشجن القاتل، سابحا في أمواج الوجد.

(جلبت ليك)، مطلع النص مغاير، هذا الرجل يناغم بين الفصحى والدارجة في تلاحم غريب، يمزج المكونات بتواد بائن، من بلاد الله البعيدة، ( صنوف ) جمع لطيف لا يشبه إلا نفسه ( صنوف من الوجد المُلح ) !

ذلك الوجد الذي لا يهدأ، يمور بالصبابة، عبارة خطابية، ( درت ألقاك بالسمح ) الحنين ينسل من ثنايا القصيدة فيفوح عطراً شفيفا ، مفردة حنينة مثل ( ونسة الحبوبات )، ألقاك بالسمح، الجميل.

ينتقل خطاب إلى عوالم التصاوير، في تسلسل دفاق، كنت بصطاد في الظهيرة من مناقير الكنار بوصلات سكك الأغاني:

صورة حية يتراءى فيها إحساس الوقت ومناجاة الموسيقا، ترى خلالها إصراره على انتقاء المفردات العذبة واصطيادها من براثن اللغة ونصب فخاخ البوصلات لتعيين اتجاه الجميل من الكلام.

ومن قرى الليل القصية، يا إلهي، حيث السكون وهدوء الوقت وظلام اللحظة يتحين الفرص للظفر بعطر الأماني، لو أخلاقي اللون أدسو، ألبس اللون حالة الحياة وجعله كائنا يرى ويحس، ويغرس شعوره لملاقاتها، لقيا تكون بمثابة هدية، تجعله يتفقد ( الرعشة المعبية ) في يديه.

مصطفى سيد أحمد بدوره يضيف على النص قالب الخرافة ودهشة التصوير بلحن تجريدي يحيل القصيدة إلى واقع يسمع ويرى ويحس بكامل الوضوح .