بحر الدين كرامة والى غرب دارفور في أول حوار: التجويع سياسة ممنهجة من الجنجويد وفتحنا معبر أدري للمساعدات الإنسانية رغم تحفظنا عليه
*نحن في حاجة للقيادة القدوة وفي لحظة تاريخية نسعى لان تكون هذه آخر الحروب
*لم نكن يوما على الحياد وقدمنا رئيس التحالف فداء الوطن
*الناجون من مجازر الجنجويد في شرق تشاد يعيشون ظروف إنسانية صعبة
*رصاص النازيون الجدد تحصد ارواح اهلنا وتنتهك حرمات حرائرنا وتقتل الأطفال
*كثرة المنابر لا تحل بل تعقد الحل وملتزمون بما وقعناه في منبر جدة
*البلاد تميل الى الحرب وحسم الجنجويد حسما نهائيا وهذه المرة لا يوجد إفلات من العقاب
*بعد الحسم ستتحول كل القوات النظامية والمشاركة آليات للقبض على الجناة
*مستقبل غرب دارفور يقوم على العدالة والتنمية و الإدارة الكفء وضمان حقوق المواطنين في الصحة والتعليم والسكن و رفع القدرات
مقدمة:-
ظلت ولاية غرب دارفور دون والي بعد إغتيال الوالي السابق خميس ابكر في جريمة نكراء من قبل قوات مليشيا الدعم السريع، وعانت بعده من جرائم نكراء ارتكبت من المليشيا ضد مواطني الولاية من مذابح اثنية تكاد تكون الابشع على مدار الحروب، وكانت الجنينة حاضرة الولاية تعرضت قبل حرب 15 أبريل لفظائع مشابه أثناء توترات قبلية مع الدعم السريع، تركت مواطني الولاية في حالة نزوح مستمر، ولجوء.
موقع «رقراق نيوز » كان له سبق الوصول الوالي الجديد لولاية غرب دارفور بحر الدين أدم كرامة الذى تحدث في موضوعات كثيرة، وزف البشرى لمواطني الولاية بأقتراب النصر، وأنهم يعملون جاهدين بأن تكون هذه آخر الحروب،بعد معاناة النازحين واللاجئين في تشاد، وتحدث عن سياسة التجويع التى تنتهجها المليشيا.
حوار: أماني أبو فطين
– من هو بحر كرامة؟
بحر الدين أدم كرامة جمعة من مواليد مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، تخرجت من جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية بكالوريوس علوم إدارية تدرجت في العديد من وظائف الخدمة المدنية في عدد من الولايات، تلقيت دورات دبلوماسية وسياسية وإدارة المشاريع العلاقات العامة والمالية والمحاسبية، فض النزاعات، ودورات عسكرية متقدمة في كوبا.
تقلدت العديد من المناصب الطوعية والسياسية أهمها أمين التنظيم بحركة العدل والمساواة السودانية، نائب رئيس التحالف السوداني للشئون السياسية ، النائب الأول لرئيس التحالف السوداني، كبير مفاوضي التحالف السوداني، عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية، اتحاد أبناء دارفور الكبرى بالجامعات والمعاهد العليا، واتحاد أبناء دارفور بجمهورية مصر العربية.
– متى التحقت بالحركات المسلحة؟
التحقت بحركة العدل والمساواة بعد الحرب في دارفور التى اشعلها البشير بعد الجرائم التى ارتكبت في حق انسان دارفور من قبل الجنجويد مدعومة من حكومة البشير، وبسبب ذلك البشير هو الرئيس السوداني الوحيد المطلوب من قبل الجنائية الدولية بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية والتطهير العرقي بسبب الحرب الأهلية التي أشعلها في اقليم دارفور ومن السياسات التي اتخذت في عهد البشير يعاني كل السودان من الحرب اليوم ومن اكبر هذه السياسات هي توطين عربان الشتات في دارفور وتجنيسهم وتسليحهم ونحن صحونا مبكرا ،لذلك خرجنا ضد هذه السياسات الهمجية للبشير واعوانه ومن العيوب الكبيرة في السودان ان اهل الشرق لا يعرفون مشاكل الغرب ولا الجنوب عن الشمال وكان الإعلام موجه لتغبيش الصورة ولي عنق الحقيقة والآن كل السودان يجني ويلات السياسات الخاطئة للبشير
– التكليف في هذا الوقت العصيب؟
شكرا على الاستضافة وشكرا لكم فانتم خير من يعبر عن الهم السوداني، بمنظومة مفرداتكم وقيمكم، أنكم جدتم بالكثير، فمنكم من تحمل عناء سفر طويل، وصولا إلى المناطق الساخنة لتوثيق ونقل المشهد، ومنكم من أطلق العنان لقلمه لشحذ الهمم، ومنكم من وقف نهاره وسهر ليله ليكون الخبر السوداني في صدارة الاهتمام.
اسمحي لي ان اترحم على كل شهداء معركة الكرامةالذين ضحوا بأرواح من أجل الوطن ونحن نرتب انفسنا لنتقبل العزاء من كل اهل السودان في اردمتا قريبا ان شاء الله، إننا الآن أمام لحظة تاريخية بالنسبة إلى السودان، وهي لحظة نسعى في ان تكون آخر الحروب ، فانا لا انظر لثقل التكليف ولا للزمن الذي قدره لي ربي بل انظر لقدرة المعين الذي سطره الى ، ولكني اعلم بأننا في زمن يحتاج إلى القيادة القدوة فأنا هنا لدي ثلاثة مسؤوليات اولا إتمام المهمة التي انتشل غالب شبابي واخضره وهي قضية الحرب وصنع السلام والثانية هي تكوين فريق عمل متفان ومنسجم والحفاظ عليه والثالث هو تنمية الفرد الذي يتقبل الآخر بالحجة والمنطق ليتعايش وهو راض عن السودانوية هوية له.
– على ذكرك اردمتا وتقبل العزاء فيها هل يعني انكم على مشارف الجنينة ؟
يأخذ نفسا عميقا ثم يبتسم، الجنينة مغنى صباي ومرتع طفولتي أصبحت أقرب إلينا من شاشة الهاتف للمتصفح على وسائط التواصل الاجتماعي، هناك علامات ربانية تعتبر مؤشرًا على اقتراب موعد النصر. وهذه العلامات قد تحقق أغلبها، مما يدل على أننا في الشوط الأخير من السباق وفي الثلث الأخير من الليل، وأن الفجر قد لاحت نسائمه مع شدة الظلام.فالزمن ملك لله وحده والنصر من عنده.
– هنالك ملفات مهمة في طاولة الولاية أهمها إيصال المساعدات الانسانية؟
حرب التجويع سياسة ممنهجة من الجنجويد عمقت المحنة الإنسانية وتسبب في قطع مصادر الغذاء وهذا الحرب ليست اقل فتكا من أفواه المدافع والقصد منها تهجير السكان الأصليين وتوطين عربان الشتات، فتحت الحكومة معبر ادري لإيصال المساعدات رغم تحفظها عليه لانها مسئولية الحكومة تجاه شعبه وظلت معبر الطينة مفتوحة على الدوام لغوث اللاجئين الا ان نسبة الغذاء اقل بكثير من حاجة المواطنين وفتحت هذه المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في الداخل
– بعد فك الحياد أين قواتكم ؟
نحن لم نكن يوما في الحياد بل حاربنا المتمردين الذين اعتدوا على المواطنين في الجنينة وقدمنا أغلى ما نملك هو رئيس التحالف السوداني ثم بعد ذلك دافعنا عن الفرقة 15 حتى سقطت بعد نفاذ الذخائر، قواتنا تقاتل في كل الجبهات في الخرطوم والجزيرة والفاشر والآن في شمال الجنينة.
– الجدل حول معبر أدري التشادي بين تمسك المانحين و رفض الحكومة؟
أكدت حكومة السودان مواصلة تعاونها في ما يتعلق بكل المعابر والمنافذ التي حددتها سابقا لإدخال المساعدات الإنسانية بما فيها معبر ادري التي فتحت لثلاثة اشهر ويأتي ذلك في اطار اضطلاع حكومة السودان بمسئولياتها تجاه مواطنيها.
وطالبنا المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات المانحة الوفاء بتعهداتها السابقة بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بما في ذلك اللاجئين السودانيين في دول الجوار خاصة شرق تشاد، حيث يعيشون حاليا ظروفا إنسانية قاسية فهم جميعا ناجون من مجازر الجنجويد يعني انهم يبدأون حياتهم من دون الصفر.
– ما تأثير انشقاقات الحركة على واقع غرب دارفور؟
اي حركة تقصدين وهل هناك ما يجعل الناس مختلفين ورصاص النازيون الجدد تحصد جماجم اهلنا وتنتهك حرمات حرائرنا ويقتل أطفالنا وشيوخنا ، نحن لا نلتفت لاصوات المخربين، اختي الفاضلة في مثل هذه اللحظات يظهرون أصحاب النفوس الخربة لتغبيش الرؤية للصادقين وصرفهم عن قضيتهم الأساسية ولكننا الآن أقوى ناصرا وأكثر عددا ولا بديل للنصر الا النصر ونحن نركز في معركتنا مع الغزاة وهي أوشكت على الإنتهاء بإذن الله.
– رؤيتكم حول إيقاف الحرب و تعدد المنابر بين جدة و جنيف؟
نحن ملتزمون بما وقعناه في منبر جدة فتغيير الامكنة وتعددها وكثرة المبادرات لا تحل بل تعقد الحل ، ما العيب في جدة حتى نتحول إلى منبر آخر فالحل واضح هو إلزام المليشيا بتنفيذ اتفاق جدة.
– كيفية الوصول لسلام مع مليشيا الدعم السريع بعد ارتفاع الأصوات المنادية بوقف الحرب؟
البلاد تميل للحرب وحسم الجنجويد حسما نهائيا وهذا الأمر طبيعيا واصبح هذا الرأي قرارا شعبيا نتيجة للشعور بالغضب من الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وهذا جعلت الأصوات التي تدعو إلى إيقاف الحرب غير مسموعة وخاصة من أطراف هم اشعلوا الحرب.
– أصدرت النيابة امر قبض للجناة في اغتيال الوالي السابق خميس ابكر ، هل تعتقد هنالك آلية للقبض عليهم لدى النيابة؟
الآن لا ولكن بعد حسم التمرد والذي بات وشيكا تتحول كل القوات النظامية والمشتركة لتصبح آليات للقبض على الجناة استاذتي رأيت ربما لاول مرة دفن الناس أحياء والتمثيل بجثة الوالي هي ليست الوحيدة بل هناك جرائم لم ترصده الكميرات هل هذا كله يغض الطرف عنه” في السنين الماضيات هنالك جرائم كثيرة ارتكبوها في حق المدنيين وفلت الكثيرين من العقاب ولكن هذه المرة لاتوجد افلات من العقاب ولا يمكن لأحد الدفاع عنه من الناحية السياسية او قبوله من الناحية الاخلاقية ولا نسمح لاحد ان يطأ القانون.
– وما هو مصير الجناة في الإبادة الجماعية في الجنينة؟
الفظاعات التي ارتكبت في الجنينة كبيرة يفوق التصور فما زال هناك أشخاص في معتقلات الجنجويد ومنهم اطفال يتعرضون للتعذيب البدني والنفسي، نحن لاننتقم ولكن نقيم العدالة ، فلن تنزلق هذه العدالة الى طي النسيان على المستوى المحلي وان كان هناك تجاهل خبيث على المستوى العالمي
– في أعتقادك ما السبب وراء تمرد الدعم السريع؟
المثل يقول الجوع يقتل صحبه والشبع يقتل كتار، آل دقلو يعتقدون بانهم اصبحوا امبراطورية لا تقهر وقوة لا تهزم في السودان ، بالحسابات العسكرية نعم ولكن بالحسابات الربانية غير ذلك . تصاعدت التوترات على مدى أشهر قبل اندلاع القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم يوم ١٥ أبريل نيسان ٢٠٢٣م.
كانت الشراكة بين الجيش وقوات الدعم السريع هشة وبلغ الخلاف ذروته بسبب خطة مدعومة دوليا لإطلاق فترة انتقالية جديدة مع القوى المدنية وظهر الخلاف بشأن مسألتين على وجه الخصوص، الأولي هي الجدول الزمني لدمج مليشيا الدعم السريع في صفوف الجيش. والثانية هي تسلسل القيادة بين الجيش وقادة مليشيا الدعم السريع ومسألة الإشراف المدني ولكن كانت خطة الانقلاب موجودة في صدور ال دقلو وبدأت التحشيد للمليشيات داخل العاصمة وكان الحصار مضروبا باحكام اكثر من حصار المهدية لغردون وبكل الحسابات العسكرية لديهم ان القيادة العامة تسقط ولكن عناية الله كان اكبر واقوى ودعوات اليتامى والثكالى والارامل مستجابة وغرس الله الإيمان والشجاعة في نفوس قواتنا المسلحة فقاتلوا ببسالة منقطع النظيركل فرد من أبناء القوات المسلحة قاتل قتالاً مريراً، وكل فرد من أفراد القوات المسلحة قاتل بعزم وإيمان وتصميم والآن يتمسك بزمام المبادرة ويحقق نصر تلو نصر.
– على ماذا يعول الوالي بحر كرامة؟
حاولت مخلصا أن أفى بالوعد الذي قطعته وهو تحرير ولاية غرب دارفور ملتمسا عون الله وطالباثقة الأمة، وإنى لأحمد الله ان كل شيئا منوطا بإرادة هذه الأمة، حجم هذه الإرادة وعمق هذه الإرادة، وما كنا نستطيع ان نفعل شيئا، وما كان أحد يستطيع تحقيق انتصار لو لم يكن هذا الشعب، ولو لم تكن هذه الأمة، لقد كان الليل طويلا وثقيلا ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبدا بطلوع الفجر وإنى لأقول بغير ادعاء إن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطا، وإنما كانت كبوة عارضة
أن مستقبل غرب دارفور يقوم علي ركائز اساسية ، هي العدالة والتنمية الانسانية والادارة الكفء ، وضمان حقوق المواطنين في الصحة والتعليم والسكن والمواصلات العامة وتوفير الفرص ورفع قدرات المواطنين
– أخيرا السيد الوالي متى ستنتهي الحرب ؟
نحن نريد أن نطوي هذه المعركة التي فرضتها علينا الميليشيا واعوانه في اخلص النوايا ولكن امر حسم هذا الحرب بات وشيكا وأن نهاية مليشيا الدعم السريع باتت قريبة وساعة النصر قد اقتربت.