الفيتوري شاعر أفريقيا في ليالي القاهرة الثقافية
القاهرة: رقراق نيوز
في أمسية ازدانت بالشعر والشعراء ومحبي شعر الشاعر السوداني الكبير الراحل محمد مفتاح الفيتوري، والتي أقامها اتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر بالتعاون مع منتدى أفريقيا، بدار الاتحاد بالقاهرة تحت عنوان “ندوة شاعر العرب وأفريقيا محمد مفتاح الفيتوري”
الندوة كرمت ابنة الشاعر الكبير سولارا محمد مفتاح الفيتوري، وبدورها شكرت ابنة الشاعر الحضور على إقامة مثل هذه الندوات للحياء ذكرى والدها وتمنت أن تشمل الندوات جميع المبدعين السودانيين.
في مستهل الندوة تحدث الأستاذ خالد محمد ممثلا لمنتدى أفريقيا، وقال إن المنتدى يتشرف بالاحتفاء بالفيتوري باعتباره رمزا لأفريقيا والوطن العربي، وأضاف أن الفيتوري هو شاعر الثورة والحرية في كل مكان، كتب عن التحرر وناهض الاستعمار، ونعتبره شاعر القضية الفلسطينية، وكانت جميع أشعاره تحمل روح الثورة.
واضاف خالد أن الفيتوري اول من تحدث عن الزنجية بقوله: زنجي انا وامي زنجية، وقصد بذلك ان يعبر عن كل افريقيا في شعره.
وأوضح أستاذ خالد أن منتدي أفريقيا يسعي إلى التمازح الثقافي بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، ويخطط لأقامة ليلة شعرية كبري عن الشعر الشعبي من خلال الشاعرين المصري عبد الرحمن الأبنودي والسوداني محجوب شريف.
وقدمت الندوة مادة توثيقية تناول حياة الفيتوري منذ ميلاده في مدنية الجنينة عام 1936م وحتي وفاته في 2015م بالمغرب، تخللتها قراءت بصوته ومقتطفات عن حياته، المادة التوثيقية من أخراج عبادي محجوب وإعداد عبد المنعم الكتيابي وعلقت عليها المذيعة ميادة هباش ومنتاج محمد عليش.
وخلال الندوة أدار الشاعر علي سعيد جلسة نقاش حول شعر الفيتوري، وأبتدر النقاش الناقد الدكتور صلاح السروي، والذي أوضح أن شعر الفيتوري أتسم بالثورية رغم أنه عاش في العالم العربي لكنه كان يحمل هم أفريقيا وكان مختلفاً عن جيله، وصادف ميلاد أول ديوان له الثورة المصرية عام 1954م، والديوان صدر في 55، وهو من رواد مدرسة التجديد في الشعر الحر حيث انتقل من الشعر التقلدي الذي يلتزم بالتفعيلة والقافية الى الشعر الحر، كما انه انتقل به من مرحلة الرومانسية الى الثورية فجميع قصائده كانت قضايا ذات مدلول وكان التركيز على مضمون القصيدة وليس جمال الجرس الموسيقي للقافية الشعرية كما كان يفعل الشعراء قبل ذلك لذا كانت القصيدة مضمون ثوري وقضية ذات ابعاد مختلفة.
ويمضي السروي بالقول أن شعر الفيتوري حمل مضامين الغربة بين كلماته رغم أنه نشأة في القاهرة ودرس في كلية دار العلوم، والتجانس الذي وجده الا انه كان يحمل غربة عن الوطن داخله، تحسها من خلال اشعاره، وازادت تلك الغربة بعد أن أقدم الرئيس جعفر نميري بسحب الجنسية السودانية منه، كانت هناك لمسة حزن وغصة تحسها بين كلمات قصائده.
ويقول ان الفيتوري عاش ثائراً ومات ثائراً وهو رمز من رموز الشعر العربي الافريقي واحد ركائز الثورات العربية.
أما دكتور عادل حربي تناول الجانب المسرحي في شعر الفيتوري حيث أشار الى ان مسرحية “سولار والتي ابدع فيها الشاعر حيث نقل المسرح من المسرح الشعري إلى الشعر المسرحي وهو بذلك أسس لضرب جديد في كتابة المسرح تبعه بعد ذلك الراحل هاشم صديق في مسرحية نبتا حبيبتي ، وتعتبر مسرحية سولار نموزج للمسرح الغنائي بأمتياز ، فهي مسرحية ذات مدلول أجتماعي وسياسي دافعت عن المستضعفين في ذلك الوقت، أستفاد الفيتوري من البناء الدرامي في شرح القضية، باستخدام أسلوب مسرحي بديع، وهو أحد رواد المسرح الشعري.
خلال الندوة قدمت نمازج شعرية لقصائد الفتيوري قدمها الأستاذة رحاب إبراهيم، والأستاذ وليد الخولي، والاستاذ عبد المنعم الكتيابي، والاستاذ طارق كبلو.
وقدم الفنان هاشم كمال فقرة غنائية من أشعار الفتيتوري.
وأم الندوة جمع كبير من الشعراء والمثقفين والأدباء السودانيين أحتفالا بالشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري.