مبادرة الرئيس التركي

ادم عيسى حسابو

مبادرة تركيا للتوسط بين (قائد الجيش) ودولة الإمارات هي في إطار مشكلة الشرق الأوسط والسودان واحد من البؤر الستة التي يجب وضع نهاية للصراع فيها والذي يرتبط بالأمن الاسرائيلي من الدرجة الاولي ولن يحدث إلا تقليم اظافر إيران التي تمددت بأكثر من المسموح به لوضع الصراع السني الشيعي في حالة غليان للفت الإنتباه بعيداً عن تمدد دولة إسرائيل….والبؤر المقصودة هي غزة ..جنوب لبنان ..سوريا ..السودان..اليمن ..العراق ..واللاعب الأساسي في هذه المعادلة هي أمريكا وتركيا ودول الخليج(قطر..سعودية ..إمارات) بالإضافة لإسرائيل صاحبة المصلحة الحقيقية من توفير الأمن وشرق أوسط خالي من الصراعات والملاحظ هنا ضعف الدور المصري في هذه المعادلة وقلت ذلك لأنه تم التمهيد لإخماد الصراع في السودان بالوساطة التركية الناجحة بين أثيوبيا والصومال التي ربطتها علاقة عسكرية مع دولة مصر ومن المؤكد التقارب الأثيوبي الصومالي ليس من مصلحة مصر التي تعكرها معضلة سد النهضة مع دولة أثيوبيا ..وهنا يجب أن لا يفرح أنصار (قائد الجيش السوداني ) من الإسلاميين الذين وضطدوا علاقتهم مع إيران وروسيا بأن تدخل تركيا سوف يكون في صالحهم بل العكس ثمن هذه الوساطة سوف يكون غالياً علي أنصار الحرب من الاسلاميين المرتبطين بعلاقات حرب مع إيران وربما تكون هذه الوساطة تنعش دور المؤتمر الشعبي الذي يعارض الحرب بقيادة دكتور علي إلحاح محمد الذي كان واضحاً في مراجعة تجربة حكم الاسلاميين في السودان ..كما راجع المتشددين السوريين تجربتهم والآن هم رأس الرمح في الحراك السوري…

ونشاط تركيا في هذه المعادلة هي المصلحة والرغبة في استعادة دور تركيا التاريخي ومكانتها وسط الكبار في التاريخ بسلطانها المتمدد.. وتمدد تركيا سوف يزيد مكانتها وسط الاتحاد الأوروبي و حلف النيتو لا سيما أمريكا ونشر نموذج نظام الحكم التركي العلماني برآسة اسلامي ..وأيضاً نشاط دول الخليج في هذه المعادلة والحماس لها يأتي في إطار مصلحتها في تحجيم خطر إيران بالذات السعودية والإمارات…. والسودان سوف يكون المستفيد الأكبر من تقليص دور الدول التي تدعم الديكتاوريات في المنطقة ..

أما اليمن دورها سوف يأتي مباشرة بعد تأمين وضع السودان حتي لا تلعب دور سلبي كنقطة من النقاط التي تستغلها إيران لإيقاف نجاح معادلة اليمن….

روسيا رضخت لأن عينها علي أوكرانيا التي سوف يقل الدعم الأمريكي لها بعد أن يستلم ترامب رآسة أمريكا في التلت الاخير من شهر يناير ٢٠٢٥م ..

أما الرئيس الإيراني لقد صرح قبل إنتخابه بإنه يتطلع الي علاقة جيدة مع الغرب وما بشار الأسد وحزبه الا كبش فداء لهذه العلاقة ..

واذا لم يفهم البرهان هذه الوساطة بطريقة صحيحة سوف لن يكون أعز من الأسد بالنسبة لروسيا وإيران ومصالح الدول فوق كل الإعتبارات وهذه المرة المصلحة كبيرة (أوي اوي)

مع تقديري

آدم عيسي إبراهيم حسبو..