قيم راسخة لوطن مزدهر

أقول ولا يكفى| نضال طبيق

وطني يا مهد العزة وموطن الكبرياء، يا أرضًا احتضنت الأحلام وزرعت الأمل في القلوب، ويا سماءً امتدت بصفائها لتعانق طموحات أبنائك.

الانتماء ليس مجرد كلمات، بل هو فعلٌ وبناءٌ وتضحيةٌ وعطاءٌ لا يُنتظر منه مقابل، هو دعمٌ يسري في عروقنا وقصة عشقٍ لا تنتهي.

الوطن ليس مجرد حدودٍ جغرافية، بل هو شعورٌ وانتماءٌ ومسؤولية، لذلك فإن غرس قيم التربية الوطنية لا يكون بالشعارات فقط، بل من خلال الأفعال التي تُترجم قيم التسامح، والتوحد، والتكاتف في هذه الأوقات الصعبة.

إن مسؤولية التربية الوطنية تقع على عاتق الجميع، بدءًا من الأسرة التي تربي أبناءها على حب الوطن، والمؤسسات التعليمية والإعلامية التي لها دورٌ أساسيٌ في نشر وترسيخ التربية الوطنية. وقد جسد الشباب اليوم لوحةً رائعةً من التكاتف الاجتماعي، عبر المطابخ الخيرية واستنفارهم وانضمامهم لصفوف أبطال القوات المسلحة.

الوطن القوي هو الذي يقف شبابه صفًا واحدًا، واضعين مصلحته فوق كل اعتبار، مستعدين لحمايته، والعمل من أجل رفعته. فالشباب هم مستقبل الوطن، ووقوده الحي، وطاقته المتجددة، ولا يمكن للوطن أن ينهض أو يتقدم دون ترسيخ مفاهيم التربية الوطنية، لأن الأجيال الواعية هي الحصن الحقيقي والدرع الواقي للوطن.

الوطن في القلب والوجدان

الوطن ليس مجرد بقعة على الخريطة، بل هو تاريخٌ ممتد، وحضارةٌ عريقة، ودماءٌ سالت دفاعًا عنه. من أراد أن يفهم معنى الوطنية، فلينظر إلى عيون الأمهات الثكالى ودموع الأطفال النازحين وأيادي الأبطال التي تقبض على الزناد دفاعًا عن أرضهم. إن حب الوطن ليس في الخطب الحماسية فحسب، بل في التفاني في العمل، والإخلاص في العطاء، والوقوف مع الحق حيثما كان.

السودان لا يُباع ولا يُشترى

لقد مرت بلادنا عبر التاريخ بمحنٍ ومؤامرات، لكن السودان كان وسيظل عصيًا على الانكسار. فمن يظن أن السودان لقمة سائغة، لا يعرف معدن أبنائه، ولا يدرك أن هذا الوطن قد أنجب قادةً أشداء، وشعبًا صامدًا، وجيشًا باسلًا، لا يبيع ولا يُشترى. إن الوطنية لا تقاس بالتصريحات والوعود، بل تقاس بمن يثبت في الميدان، ومن يضع الوطن فوق مصالحه، ومن يقاتل ليبقى السودان واحدًا موحدًا رغم كل المحن.

عِشتَ يا سودانُ عزيزًا شامخًا، ودام أبناؤك درعًا حصينًا لك.