تدشين كتاب “كوستي: القصة والتاريخ” للدكتور نصر الدين شلقامي في أمسية حافلة بالقاهرة

القاهرة : رقراق نيوز
في أجواء مفعمة بالحنين والذكريات، شهدت العاصمة المصرية القاهرة أمسية ثقافية مميزة تم خلالها تدشين كتاب “كوستي: القصة والتاريخ” للدكتور نصر الدين شلقامي، وذلك بمطعم “زول” بمدينة نصر، وسط حضور لافت من رموز الفكر والسياسة والفن السوداني.
وشهدت الأمسية حضور عدد من الشخصيات البارزة، في مقدمتهم الفنان الكبير شرحبيل أحمد كضيف شرف، ورئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، والقيادي بحركة العدل والمساواة الجنرال إبراهيم ألماظ، والروائي المعروف يحيى فضل الله، والدكتورة سارة أبو، ورئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغني، بالإضافة إلى الأستاذ المعز حضرة ونخبة من المهتمين بالتوثيق والتاريخ السوداني المعاصر.
أدار النقاش الأستاذ طارق شريف، وافتتح المداخلات البروفيسور إبراهيم بخيت، الذي أثنى على الكتاب، واصفًا إياه بأنه عمل علمي رفيع تناول نشأة وتطور مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، مسلطًا الضوء على أبرز معالمها التاريخية وشخصياتها المؤثرة. وأكد البروفيسور بخيت أن الكاتب استخدم منهجًا علميًا دقيقًا في جمع وتحليل المعلومات، يوصل العمل لمصاف الرسائل العلمية الأكاديمية.
من جهته، تحدث الدكتور نصر الدين شلقامي عن دوافع تأليف الكتاب، موضحًا أن ولادته ونشأته في كوستي كانت الحافز الأول، حيث بدأ مشروع الكتاب بمقال رثائي عن أحد أصدقاء والده، تطور لاحقًا إلى سلسلة مقالات وجدت استحسانًا كبيرًا، ليقترح عليه المؤرخ محجوب باشري جمعها في مؤلف واحد، وهو ما أثمر عن هذا السفر التوثيقي الهام.
وأشار شلقامي إلى أنه التقى بـ49 شخصية من أبناء المدينة خلال عملية التوثيق، واستنطقهم حول تاريخ كوستي وشخصياتها المؤثرة، مضيفًا أن الكتاب يزخر بالقصص والحكايات التي تعكس روح المدينة. كما خصص فصولًا للحديث عن نشأة إيقاع “التم تم” الذي أطلقته “تومات كوستي” في أربعينيات القرن الماضي، متناولًا سيرة هؤلاء النسوة اللواتي قدمن إبداعًا فنيًا لا يُنسى.
ووصفت الأستاذة سامية طمبل مبتدرت النقاش أن الكتاب كتب بحنين للمكان عبر عن هوية سكان تلك المدنية والتي تعد من أميز مدن السودان، لموقعها الجغرافي وسط البلاد، حيث تربط بين شرق والغرب عبر السكة حديد والطريق البري، كما تربط الشمال والجنوب عبر النقل النهري.
كما أضافت أن الكتاب تناول معالم مهمة في المدنية والحياة الإجتماعية كانت مؤثر بالأضافة إلى الحياة بكل تفاصيلها، قيام المدارس والرياضة والفن، وعكس الكتاب التعايش السلمي بين مكونات المجتمع بكل أختلافاتها القبلية والدينية.
وخلصت مداخلات الحضور إلى الإشادة بأهمية مثل هذه الإصدارات في حفظ الذاكرة الجمعية، والتعريف بتاريخ المدن السودانية، وشخصياتها التي أسهمت في صناعة حاضرها، وضرورة توثيق هذه السير للأجيال القادمة.