7 طائرات مسيّرة تضرب بورتسودان: الدعم السريع ينقل الحرب إلى العاصمة البديلة

رصد: رقراق نيوز
شهدت مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة المركزية، فجر الأحد، هجومًا جويًا هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، نفذته طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، مستهدفة مطار المدينة ومنشآت عسكرية حيوية.

ووفقًا لبيانات رسمية، فإن سبع طائرات مسيّرة انتحارية شاركت في الهجوم، حيث غطّت تقدم طائرة هجومية استراتيجية أصابت قاعدة عثمان دقنة الجوية، ما أدى إلى أضرار مادية في مستودعات الأسلحة دون وقوع خسائر بشرية، حسبما أكد خالد الأعيسر، المتحدث باسم الحكومة ووزير الثقافة والإعلام.

الهجوم أدى إلى تعليق حركة الطيران مؤقتًا في المطار الرئيسي بالمدينة، التي تُعد أحد آخر الموانئ الآمنة في السودان وتحتضن بعثات دبلوماسية وقيادات رسمية، إضافة إلى آلاف النازحين.

تصعيد تقني وخطير

الخبير العسكري الذي تحدّث لوكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر أن استخدام الطائرات المسيّرة في الشرق يهدف إلى إثبات قدرة الدعم السريع على الوصول إلى كل شبر في البلاد، وإلى تعطيل الإمدادات العسكرية عبر ضرب مخازن الذخيرة وشل حركة الطيران.

من جانبها، أعلنت القوات المسلحة إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة، فيما تسببت بعض الطائرات الأخرى في سلسلة انفجارات نتيجة استهدافها مخزن ذخيرة داخل القاعدة الجوية.

توسّع للهجمات على الشرق

في تطور موازٍ، تعرض مطار كسلا لهجوم مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود، دون تسجيل إصابات، وهو الهجوم الثاني على المدينة خلال أقل من 24 ساعة. وتحتضن كسلا أكثر من 300 ألف لاجئ، حسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة.

التحوّل في مسرح العمليات

هذا التصعيد العسكري يأتي بعد أن فقدت قوات الدعم السريع مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم ووسط البلاد، فلجأت مؤخرًا إلى تكثيف استخدام الطائرات المسيّرة بعيدة المدى، وهو ما ينذر باتساع رقعة الحرب نحو شرق السودان.

وفي وقت سابق، استهدفت قوات الدعم السريع منشآت كهربائية في عطبرة ومواقع للجيش في كوستي، مما تسبب في أزمات خدمية وإنسانية متفاقمة.

المشهد الميداني

بينما يسيطر الجيش السوداني على شرق وشمال البلاد، تبسط قوات الدعم السريع نفوذها على معظم أجزاء إقليم دارفور وأجزاء من كردفان، بما في ذلك مدينتي النهود والخوي التي سيطرت عليهما مؤخرًا.

أزمة إنسانية مستمرة

تستمر الحرب التي اندلعت بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في التسبب في أسوأ كارثة إنسانية عالمية بحسب الأمم المتحدة، حيث قتل عشرات الآلاف، وتشرد نحو 13 مليون شخص، فيما يواجه الملايين خطر المجاعة وانهيار النظام الصحي.