تفاصيل جديدة لهجوم “الدعم السريع” على بورتسودان و إدانات عربية ودولية واسعة

رصد: رقراق نيوز
أثار الهجوم الجوي الذي شنّته قوات الدعم السريع على منشآت حيوية في مدينتي بورتسودان وكسلا شرقي السودان، ردود فعل غاضبة من عدة دول عربية، وُصفت فيها العملية بأنها تصعيد خطير يهدد استقرار السودان والمنطقة.
فجر الأحد، استهدفت طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع قاعدة عثمان دقنة الجوية قرب مطار بورتسودان، إلى جانب مستودع بضائع، ما أدى إلى إغلاق مؤقت للمطار الدولي، قبل استئناف الرحلات مساء ذات اليوم. وتزامن ذلك مع هجوم سابق بطائرة مسيرة استهدف مطار كسلا.
وقال الفريق الركن محجوب بشرى، قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، إن الهجوم على بورتسودان استمر أربع ساعات، استخدمت فيه 11 طائرة مسيرة، تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط معظمها وتحطيم الأخرى دون وقوع خسائر بشرية كبيرة.
وأكد بشرى أن الهجوم يهدف إلى إرباك الدفاعات الجوية وتغطية تحركات طائرة استراتيجية ضربت مستودع ذخيرة داخل القاعدة الجوية.
الخارجية السودانية: سلوك إرهابيّ بدعم إقليمي
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية السودانية الهجوم بأنه نهج تخريبي متعمَّد يستهدف الشعب والبنية التحتية، مشيرة إلى ضلوع دولة إقليمية – في إشارة إلى الإمارات – في دعم وتسليح قوات الدعم السريع.
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لكبح جماح هذه “الانتهاكات السافرة”، ووقف تدفق الأسلحة والمسيّرات إلى المليشيا، والتي قالت إنها تهدد الأمن القومي السوداني والإقليمي على حد سواء.
إدانات عربية صريحة
الهجوم قوبل بسلسلة إدانات رسمية من دول عربية بارزة:
السعودية: أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها الشديدة للهجمات على بورتسودان وكسلا، ووصفت استهداف المرافق الحيوية بأنه “تهديد مباشر للأمن والاستقرار الإقليمي”، داعية إلى تنفيذ اتفاق جدة ووقف الحرب فورًا.
قطر: أدانت الخارجية القطرية الهجوم، ووصفته بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي، وجدّدت دعمها لوحدة السودان واستقراره، مطالبةً بحل سلمي للصراع.
الكويت: أعلنت وزارة الخارجية رفضها القاطع لاستهداف المرافق المدنية والبنية التحتية، معتبرةً ما حدث تطورًا مقلقًا، ودعت إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ التزامات إعلان جدة.
مصر: أكدت أن استهداف المنشآت المدنية يؤدي إلى عرقلة جهود الإغاثة وتعطيل فرص استعادة الاستقرار، وأعلنت إدانتها الكاملة للهجوم، مجددة دعوتها لوقف فوري للقتال.
جيبوتي: وصفت الخارجية الجيبوتية الهجوم بأنه تهديد مباشر للأمن الإقليمي وتفاقم للمعاناة الإنسانية، ودعت إلى حل وطني شامل يحترم إرادة السودانيين ويجنّب البلاد مزيدًا من الدمار.
بورتسودان… من ملاذ آمن إلى هدف عسكري
وتُعد هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها بورتسودان لهجوم جوي منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، رغم كونها العاصمة المؤقتة للحكومة الانتقالية ومقرًا للبعثات الدولية، ما يعكس تحولًا خطيرًا في طبيعة الصراع.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه النزاع المسلح بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في حرب أودت بحياة عشرات الآلاف وشرّدت أكثر من 13 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.