أطباء بلا حدود: انقطاع الكهرباء يهدد النظام الصحي في أم درمان ويُنذر بتفشي الكوليرا

رصد: رقراق نيوز

حذرت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، من اضطرابات كبيرة في نظام الرعاية الصحية بمدينة أم درمان بولاية الخرطوم، جراء انقطاع الكهرباء نتيجة قصف محطات الخدمة من قبل قوات الدعم السريع.

وذكرت المنظمة في بيان أن مستشفيي النو والبلك يواجهان نقصًا حادًا في الكهرباء، والأوكسجين، والمياه، ما تسبب في انهيار جزئي للرعاية الصحية بمختلف مستوياتها، مشيرة إلى أن مستشفى النو يمثل مرفقًا محوريًا لتقديم الرعاية الطبية لسكان أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري.

وكانت قوات الدعم السريع قد نفذت، في 14 مايو الجاري، هجومًا بالطائرات المسيّرة استهدف ثلاث محطات للكهرباء بأم درمان، ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت البنية التحتية للطاقة في مدن وسط وشمال وشرق البلاد.

ويُعد هذا الانقطاع هو الرابع من نوعه في أم درمان منذ بداية العام، حيث تعيد السلطات التيار الكهربائي بشكل مؤقت قبل أن تتجدد الهجمات، بما في ذلك ضربات سابقة استهدفت سد مروي، المصدر الرئيسي للطاقة في السودان.

وأشارت المنظمة إلى أن توقف شبكة إمداد المياه أجبر السكان على استخدام مصادر مياه غير آمنة، مما ينذر بموجة جديدة من حالات الكوليرا، خصوصًا في ظل استقبال مستشفى النو لحالات متزايدة في هذا السياق.

وأضافت أنها لجأت إلى نقل المياه عبر الشاحنات إلى مستشفى البلك، إلى جانب تفعيل بئر تعمل بالطاقة الشمسية في مستشفى النو، بينما تُنقل إمدادات الأوكسجين من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، رغم الانخفاض الكبير في إنتاج المصنع هناك عقب قصف محطة الخدمة يوم 25 أبريل الماضي.

وأكدت أطباء بلا حدود أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور بسبب الهجمات على منشآت الوقود في بورتسودان، والتي أدت إلى شحّ الوقود وارتفاع أسعاره، كما عطلت هجمات الدعم السريع على ميناء بورتسودان ومطار المدينة دخول المساعدات الإنسانية والطواقم الطبية، في وقت تعتبر فيه بورتسودان المركز الإنساني الأساسي في البلاد.

ووفقًا لتقارير أممية، فقد تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية للمياه والطاقة في 13 ولاية، وألحقت أضرارًا بـ 70% من مرافق المياه، مما حرم 9 ملايين امرأة وطفل من مياه شرب آمنة.

وأدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجمات على البنية التحتية المدنية، مؤكدة أنها تمثل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، ودعت إلى وقفها فورًا لما تمثله من خطر مباشر على حياة السكان.