تزايد أعداد العائدين واللاجئين من دولة الجنوب إلى السودان وسط تدهور أمني ومعيشي

رصد: رقراق نيوز – النيل الأبيض

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن ارتفاع ملحوظ في أعداد اللاجئين والعائدين من جنوب السودان إلى السودان خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب السودان، خاصة في ولاية أعالي النيل.

ووفقًا لتقرير صادر عن المفوضية، فإن نحو 86,152 شخصًا دخلوا السودان قادمين من جنوب السودان منذ أبريل الماضي، بينهم 45,085 لاجئًا، فيما صُنّف الباقون وعددهم 41,068 فردًا كـ”عائدين سودانيين” إلى إقليم النيل الأبيض بعد فترات نزوح طويلة في مخيمات جنوب السودان.

وأشارت المفوضية إلى أن أسباب العودة تعود إلى تدهور الأوضاع المعيشية وانعدام الأمن ونقص المساعدات الغذائية والخدمات الأساسية في المخيمات بجنوب السودان، محذّرة من احتمالات زيادة التدفق خلال الأسابيع المقبلة.

ضغوط متزايدة على ولاية النيل الأبيض

أوضحت المفوضية أن ولاية النيل الأبيض استقبلت وحدها 26,832 لاجئًا جديدًا من جنوب السودان، استقر 92% منهم في المخيمات الرسمية، فيما نُقل الباقون إلى مراكز استقبال حدودية، أو توزّعوا على ولايات أخرى كجنوب وغرب كردفان ودارفور الكبرى.

وبحسب البيانات، ارتفع العدد الإجمالي للاجئين من جنوب السودان في ولاية النيل الأبيض إلى أكثر من 412 ألف لاجئ، ما فاقم الضغط على الخدمات الصحية والغذائية والتعليمية في عشرة مخيمات رئيسية، أبرزها: خور الورل، أم صقور، الجمعية.

وتُعد الولاية الواقعة على الحدود بين السودان وجنوب السودان، نقطة عبور رئيسية للعائدين واللاجئين، نظرًا لقربها الجغرافي من ولاية أعالي النيل، ومسارات الهروب من مناطق النزاع.

النزوح المتبادل وتفاقم الأزمة الإقليمية

يأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه أزمة النزوح المتبادل بين البلدين، حيث فرّ 4.1 مليون شخص من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، منهم 1.1 مليون عبروا إلى جنوب السودان، بينما توزّع الباقون بين دول الجوار كتشاد ومصر وليبيا وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وأوغندا.

وعاد ما يقارب 777,732 شخصًا إلى جنوب السودان منذ بدء الصراع، من بين 809 آلاف غادروا السودان إلى بلدانهم الأصلية، في حين لا يزال السودان يستضيف أكثر من 613 ألف لاجئ من جنوب السودان، معظمهم في ولاية النيل الأبيض.

تحذيرات من انهيار الخدمات

وحذّرت المفوضية من أن استمرار تدفق اللاجئين والعائدين، دون زيادة الدعم الإنساني واللوجستي، ينذر بانهيار الخدمات في المخيمات، مشيرة إلى أن الأوضاع في العديد من المواقع “هشة للغاية”، في ظل نقص التمويل، وضعف الاستجابة الدولية، واستمرار التوترات الأمنية في مناطق العبور والاستقبال.