تحقيق لـ(رقراق نيوز) يكشف معاناة وأوضاعاً مأساوية لللاجئين السودانيين بمخيم مجي شرق تشاد

عدد من اللاجئين: نتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المليشيات التشادية على المخيم
إحدى اللاجئات: المتفلتين قتلوا اثنين من اللاجئين والحكومة التشادية لم تقبض عليهم.
الحكومة التشادية تضع ثلاثة خيارات لنا إما إحضار متهمين بقتل مواطن تشادي
ناشط في حقوق الإنسان: الحكومة أن يتم دفع مبلغ قدره 30 مليون فرنك تشادي خلال 15 يوماً.
تحقيق: فدوى خزرجي
مشاهد محزنة ما زالت راسخة في أذهان الناس لحرب 15 أبريل 2023م بين الحيش السوداني وقوات الدعم السريع، المعارك التي حصدت الألاف من أرواح المدنيين وهرب منها أكثر من مليون مواطن من إقليم دارفور إلى اللجوء نحو دول الجوار ولا سيما تشاد سيراً على الأقدام، مناظر تتفطّر منها القلوب، لنساء وهنّ يهربن حافيات ويحملن أطفالهن هربا من الموت بحثا عن الأمن والأمان إلى أن وجدوا أنفسهم داخل مخيمات ومعسكرات والكل فيها يئن تحت وطأة الفقر والمرض، على الرغم من ذلك يعيش اليوم اللاجئين السودانيين في مخيم (ميجي) شرقي تشاد الهجوم المتكرر من قبل المليشيات التشادية على المخيم، بالإضافة إلى لانعدام الأمن والجوع الذي يعيش فيه اللاجئين وعدم توفير قوت يومهم .
بجانب ذلك فرضت الحكومة التشادية عليهم مبلغ 93 مليون فرنكة ومنحتهم ثلاثة خيارات على خليفة وجود قتيل بالقرب من المخيم وهي إما إحضار المجرمين حالاً، وأما دفع الدية التي تقدر بـ(93) مليون بالعملة التشادية، إما الخيار الأخير وهو الأسوأ ترك اللاجئين للمليشيات لتفعل كما تريد بهم حسب إفادات اللاجئين لموقع (رقراق نيوز) عدد منهم حكي عن المأسي التي عاشوها في المخيم.
اعتداءات متكررة
في ظل تداعيات الحرب التي حكمت على المواطن السوداني بأصعب الخيارات أما الموت بطيران الجيش او بالرصاص الطائش والدانات التي تتساقط على الرؤوس إضافة للحصار المضروب عليه من مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في كل مناطق الاشتباك، أو الموت بعدم توفر الرعاية الصحية والجوع، إما اختيار الخيار الأصعب اللجوء إلى دول الجوار للبحث عن الأمان، على الرغم من اختيار بعضهم الخيار الأخير إلا أن اللاجئين السودانيين في مخيم مجي التشادية رسموا صورة قاتمة للأوضاع الأمنية والمعيشية التي وصفوها بالصعبة للغاية، بسبب تعرضهم للاعتدادات المتكررة من قبل المتفلتين المليشيات التشادية على المخيم، وذكورا أنه بتاريخ 12/8/ 2024م عن الساعة السابعة مساء تعرضوا لهجوم من أفراد على متن دراجات نارية يحملون أسلحة نارية كلاشنكوف ومسدسات، وكانت هان مجموعة من اللاجئين جالسين على أطراف الطريق، أطلقت المجموعة المهاجمة الرصاص نحو اللاجئين مما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 16عاماً داخل غرفته، ونُقِل إلى المستشفى والآن يتلقى العلاج.
وأكدوا أنهم أُبْلِغوا الحكومة التشادية عن تلك الاعتداءات، وقالوا : إن الحكومة كانت حجتها تلك الأحداث عبارة عن أشياء عادية تحدث من المتفلتين، دون أي جدوى للبحث عن الأسباب والمسببات .
وأردفوا: سلوك المليشيا ذكرنا بما حدث لنا في الجنينة، وعلى حسب إفادات اللاجئين أن المنظمات الأممية والدولة المستضيفة غير قادرين على توفير الأمن للاجئين، ولوحوا بأنه في حال تكرار ذات الأحداث مرة أخرى سيكون لهم رأي آخر قد يكون البحث عن مكان او دولة أخرى بديلة تستطيع أن توفير لهم الحماية والأمن والطمأنينة.
اختطاف فتيات
ومن جهتها قالت إحدى اللاجئات بمعسكر (مجي) أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يتعرض فيها اللاجئين إلى الاعتداء والقتل بالرصاص الحي، وذكرتأ نه تم قتل اثنين من اللاجئين قبل فترة، وأضافت في الفترة الأخيرة هجم المتفلتين على المخيم لاختطاف أربعة فتيات من البلك الجنوبي من المعسكر وقاموا بإطلاق الرصاص الحي وأضافت لكن اللاجئين اشتبكوا معهم و تم إنقاذ الفتيات منهم ووصفت المشهد بالسيء.
منطقة مجرمين وعصابات
(على الرغم من أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته،) بهذه العبارة إبتدر أحد اللاجئين بمعسكر مجي فضل حجب اسمه لموقع (رقراق نيوز) وقال : لولا تدخل لجان البلكات لحرق المعسكر أمام أعين الحكومة التشادية ومفوضية اللاجئين، ولفت إلى أن المعسكر يقع في منطقة المجرمين المتفلتين من عصابات النهب المسلح، لذلك أكثر من مرة تعرضنا للهجوم بالسلاح.
فرض حصار
بالإضافة إلى كل تلك المعاناة تم فرض حصار لمخيم مجي للاجئين منذ أمسية العاشر من أغسطس الماضي من قبل مجموعات مسلحة و تم منع اللاجئين الخروج من المخيم وخصوصاً الرجال على خلفية العثور على مقتول بالقرب من المخيم بالاتجاه الشرقي و كان ذلك بتاريخ 7/8/2024م، حسب افادات عدد من اللاجئين.
ومن جهته أوضح الناشط في مجال حقوق الإنسان ومختص في قضايا دارفور عبد الحفيظ مصطفى بأن تفاصيل الحادثة ترجع على خلفية العثور على مقتول بالقرب من مخيم ميجي بالاتجاه الشرقي وكان ذلك بتاريخ 7/8/2024م، حيث دخل أفراد من المليشيات في المخيم ووجدوا سيارة لاندكروزر تابعة للمقتول بالقرب من السوق في محطة الطواحين و سالوا مواطن ينتمي لاثنية هناك يمتلك معصرة زيت في نفس المكان فرد الشخص بأن شخصان جاءوا قبل ثلاثة أيام بتلك العربة قالوا له إنتبه للسيارة وراقبها إلى ان نأتي ومنذ تلك الحظة لم يظهروا إلى الان، بعدها اجتمع أفراد المليشيات من أماكن مختلفة واتهموا اللاجئين وبالتحديد اثنية معينة وفرضوا حصار على المخيم وهم على ظهور الخيول والجمال وعلى متن الدرجات النارية و يحملون اسلحة نارية مختلفة قاموا بتهديد اللآجئين بالقتل والحرق ونهب السوق أو الدية من ما أدى الي إغلاق السوق ومداخل و مخارج المخيم و فرض حياة قاسية للاجئين في صورة مطابقة لأساليب مليشيات الجنجويد في السودان.
وأضاف على هذه الخلفية جاءت الحكومة التشادية وعقدت اجتماع مع للاجئين و مع المليشيات وأعيان المنطقة و أمر اللاجئين بإحضار الجناة في غصون ساعتين من الوقت و لم يجدوا شيئاً عادوا مرات أخرى على مقر الحكومة وفي ذلك كان اهل المقتول والحكومة يوجهون التهمة لاثنية معينة وذلك الاتهام أحتج عليه الحاضرين لجهة ان المخيم يحتوي بداخله على 35 أثنية، و تسألوا لماذا تنسب الجريمة لاثنية محددة ة؟ وتابع عبد الحفيظ وفي الاجتماع الاخير مع الحكومة والمليشيات وقيادات المخيم وضعت الحكومة ثلاثة خيارات للاجئين اما إحضار المجرمين حالاً وإما دفع الدية والخيار الاخير ترك اللاجئين للمليشيات لتفعل كما تريد فلا خيار للاجئين سوى القبول بالدية و هي على النحو التالي، 18 مليون فرنك تشادي عبارة دية، و15 مليون فرنك تشادي عبارة عن مبلغ كان موجود مع المقتول، و60 مليون فرنك تشادي عبارة عن خسارات، الجملة 93 مليون تشادي، ولفت إلى أنه تم سداد مبلغ قدره 100 الف فرنك كرامات و 200 الف فرنك عبارة عن جزء من المبلغ الكلي،وأمرت الحكومة أن يتم دفع مبلغ قدره 30 مليون تشادي خلال 15 يوم من تاريخ اليوم والباقي يحدد له الموعد لاحقاً، وتسال من أين يتم تسديد ذلك المبلغ في 15 يوما وهم لا يملكون قوت يومهم؟ وناشد كافة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية بتقديم يد العون لهم.