استمرار المعارك في الفاشر والجيش يعلن صد هجوم للدعم السريع على المدينة

رصد: رقراق نيوز

تجددت المعارك العـن،يفة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة من الحركات المسلحة، وقوات الدعم السريع، السبت، في مدينة الفاشر شمال دارفور، وأعلنت القوات المسلحة السودانية عن تمكنها برفقة القوات المشتركة والمستنفرين من صد هجوم جديد لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر .

وبحسب شهود عيان شهدت مدينة الفاشر منذ فجر السبت هجومًا عنيفا لقوات الدعم السريع من أربع محاور تصدى له الجيش والقوة المشتركة، وأدى إلى إصابة ومقتل العشرات من المدنيين.

وأكد الشهود سماع دوي المدافع والانفجارات بصورة قوية في الاتجاه الشرقي والجنوبي لمدينة الفاشر، قبل أن تتراجع حِدة الاشتباكات عند ظهر اليوم.

من جهتها، قالت مصادر ميدانية إن الاشتباكات تدور بالقرب من ارتكازات الجيش في الفرقة السادسة مشاة، إذ وصلت وقت الدعم السريع إلى عمق السوق الكبير القريب من القيادة، وذلك بعد أن سيطرت على أحياء “برنجية والقاضي” التي كانت تحت سيطرة مقاتلي الحركات المسلحة.

وقالت القوات المسلحة على حسابها بمنصة “اكس”: “تمكنت قواتكم من دحر المليشيا، وتم قتل اثنين من القادة رفقة مئات القتلى من المرتزقة، وتدمير مركبات وعتاد حربي واستلام آخر”، إلى ذلك لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي بخصوص مواجهات اليوم في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي المقابل، قال الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة الرائد أحمد حسين مصطفى، في تصريح صحفي إن مقاتلي الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة يخوضون منذ الصباح الباكر معركة ضارية ضد قوات الدعم السريع في الفاشر.

ومنذ يوم الجمعة الماضي ظلت مدينة “الفاشر” شمال دارفور تشهد معارك ضارية بين الجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

ويصف محللون هذه المعارك بأنها “كسر عظم”، إذ يسعى كل طرف للسيطرة على المدينة الإستراتيجية، إذ يرى محللون وخبراء أن السيطرة على الفاشر ستفتح الباب أمام الطرف المسيطر للتقدم نحو عمق معسكر الطرف الآخر؛ ما يزيد حدّة المعارك.

ووضعت معركة وحدة الجيش السوداني على المحك، خاصة بعد اتهامات بالخيانة طالت ضباطًا كبارًا في قيادته بالفاشر، على خلفية القصف الجوي الخاطئ الذي نفذه الطيران الحربي على مقر الفرقة السادسة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود.

وبعد هذا القصف، تصاعدت التوترات داخل قيادة الجيش في الفاشر، وتطورت إلى اشتباكات وتصفية بعض الضباط بعد اتهامات بالتورط في تنفيذ الضربة الجوية على مقر الفرقة، وفرّ قائد الاستخبارات في المدينة خوفًا من التصفية، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام محلية.

وكانت حركات مسلحة في إقليم دارفور، اقترحت في وقت سابق خروج طرفي الحرب الجيش وقوات الدعم السريع من مدينة الفاشر، وترك شأن إدارتها للقوى المسلحة التي تلتزم جانب الحياد في الصراع الجاري، وذلك في محاولة لتجنيب المدنيين في المدينة ويلات المواجهات المسلحة والقصف الجوي لطيران الجيش.

وعلى حين وافقت قوات الدعم السريع على المبادرة، وانخرط وفد منها في اجتماعات مع الحركات صاحبة المبادرة، رفض الجيش ذلك مدفوعًا من حركتي “تحرير السودان، والعدل والمساواة” اللتين خرجتا عن الحياد، وقررتا القتال في صف الجيش.

وكان خبراء أشاروا إلى أن قوات “الدعم السريع” حال حسمها لمعركة الفاشر شمالي دارفور، سيمكنها ذلك من بسط سيطرتها على كامل الحدود مع الجارتين ليبيا وتشاد شمال غرب السودان.

وقال خبراء إن قوات “الدعم السريع” تسيطر حاليًّا على غالب الحدود الغربية مع دولة تشاد، عدا معبر الطينة، الذي يقع تحت سيطرة الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وأشار الخبراء إلى أن قوات “الدعم السريع” تنتشر على الصحراء الكبرى المطلة على الحدود مع دولة تشاد، ويسيطر الجيش والحركات المسلحة على معبر “المثلث” الأقرب لمدينة دنقلا شمالي السودان.

ويعد المثلث على الحدود “السودانية الليبية المصرية” هو المدخل الوحيد القريب من حدود الدول الثلاث، إذ كانت قوات الدعم السريع تحتفظ هناك بأكبر قاعدة عسكرية في منطقة “كرب التوم”، ولكنها انسحبت من هناك في بداية اندلاع الحرب الجارية.

وأكد الخبراء أن قوات “الدعم السريع” حال تمكنها من السيطرة على هذا المعبر الحدودي، فإن ولايتي الشمالية ونهر النيل في شمال السودان، ستكونان في مرمى نيرانها، وسيكون أمر السيطرة عليهما ليس صعبًا.

وسبق وطالبت الأمم المتحدة في بيانات سابقة بإيقاف الهجوم على الفاشر، كما طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان الأسبوع الماضي، طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات ووقف المواجهات العنيفة في المدينة.

وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، إذ تسيطر قوات الدعم السريع على كامل الإقليم عدا المدينة المحاصرة التي تسعى إلى إسقاطها لتبسط هيمنتها على دارفور بأكملهما.