مديرة متحف شيكان المجتمعى: توثيق 50 عنصرا تراثيا حيّا بشمال كردفان

حوار: منال يوسف – لوكالة سونا

  خصص يوم ١٨مايو من كل عام للاحتفال باليوم العالمى للمتاحف وهو بمثابة جرد حساب لكل متحف لتقييم موقفه من الأداء البرامجى والمشروعات المختلفة التى تسهم فى خدمة المجتمع والحفاظ على التراث من الإندثار فكان لنا هذا الحوار مع الأستاذة امانى يوسف بشير مدير متحف شيكان المجتمعى لتحدثنا عن هذا اليوم فى ظل ظروف الحرب.

  كيف مر اليوم العالمى للمتاحف على متحف شيكان والحرب مستمرة.

  فى الوقت الذى يتنافس فيه القائمون على أمر المتاحف فى العالم فى يوم عُرس المتاحف، ويعملون ويخططون على إبراز أهمية دور المتاحف فى المجتمع وفى كل المجالات وتتزين وتُضاء المتاحف بصورة استثنائية وتُفتح أبوابها “مجاناً” للجمهور وترفرف أعلامها عالية، ويقدمون برامج خاصة تمثل حصيلة إنجازاتهم العلمية والعملية وأنشطتهم وبحوثهم وكل نجاحهم المعرفي طوال عام كامل إحتفاءً  بهذا اليوم، تغيب متاحف السودان للمرة الثانية وتتوارى حزناً وألماً وحسرةً على ما ألمّ بها من خراب ودمار ونهب وسلب  ولكنها تظل محتفظة بمجدها التليد ومكانتها العالمية بشموخ وعزة لن تحنيها الأزمات والكوارث والحروب.   تمر علينا  ذكرى الإحتفال باليوم العالمي للمتاحف والذى يوافق الثامن عشر من مايو ومتاحفنا رغم المرارات والأحزان وحال البلد والوضع الراهن تقاوم وتتحدى وترفع رأسها عالياً وشامخة كشموخ حضارتنا الخالدة عبر العصور رغم الأزمات المتكررة.

ماذا عن شعار المتاحف هذا العام

  هذا العام رفع المجلس الدولي للمتاحف ICOM شعار المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمي والجدير بالذكر أن أمانة المتاحف بالهيئة العامة للآثار والمتاحف سبقت ال ICOM بسنوات عديدة، حيث رفعت هذا الشعار قبل خمسة أعوام  ونفذته عملياً في ثلاث متاحف من متاحفها وهي متحف بيت الخليفة في أمدرمان ومتحف شيكان بالأبيض ومتحف دارفور في نيالا عندما أصبحت هذه المتاحف متاحف مجتمعية تعليمية، فكانت تجربة فريدة وناجحة زادت من رابط التواصل بين المتاحف ومجتمعاتها المحلية   كذلك الجهود التى بذلتها الهيئة العامة للآثار والمتاحف مع مركز المناهج والبحوث لوضع منهج لتعليم الأطفال بالمدارس كان خطوة ذكية  نحو ترسيخ التعليم بالمتاحف الذى يهدف إلى إستدامة عمل المتاحف وترسيخ الهوية والتربية الوطنية لأجيالنا الحالية والقادمة .

 ماذا نفذ متحف شيكان بخصوص التعليم المتحفى

  فيما يخص التعليم فى متحف شيكان المجتمعي فقد نفذ عمل كبير  حيث تم تأهيل صالة خاصة لتعليم الأطفال وهى الأولى فى مجال التعليم  بمتاحف السودان كما تم تدريب وتأهيل معلمين لتعليم الأطفال من خلال الورشة التى نظمت  بمتحف شيكان المجتمعى فى العام 2020 بغرض (وضع مناهج التعليم المتحفي) .

ما هى الجهات التى شاركت فى الورشة.

   الورشة شارك فيها منسوبو (10) متاحف إقليمية وعدد (15) معلم ومعلمة من مدارس الأبيض ومحليات ولاية شمال كردفان المختلفة، إضافة الى الباحثين والمهتمين بالتراث وبمشاركة واسعة من مجتمع الولاية الرسمي والشعبي والإدارات الأهلية وبعض الجامعات والمعاهد العليا،  وهى تعتبر أول ورشة خاصة بتعليم المتاحف على مستوى السودان والتى أُقيمت بالقاعة المجتمعية بالمتحف بحضور مدربين من متحف الطفل بمصر وبريطانيا .

  ما مدى تأثيرالحرب على تنفيذ برامج المتحف

 بالرغم من ظروف الحرب ظل متحف شيكان المجتمعي يواصل رسالته السامية، لم تثنينا الظروف الراهنة ولم يتوقف واجبنا تجاه تعليم المجتمع، فركزنا جهودنا فى العمل على جانب هام جداً مكمّل لعمل المتاحف وهو توثيق وحصر تراث ولاية شمال كردفان الحي،  فأنجزنا الكثير من النجاحات رغم الظروف الراهنة  نظمنا  ورش تدريبية أونلاين وحصرنا ما يقارب 50  عنصرا تراثيا ثقافيا حيا سوف يظل سجلا دائما ومرجعا  يحكي تراثنا، طقوسنا، وممارساتنا، عاداتنا، وتقاليدنا، وموروثاتنا الكردفانية الأصيلة، وعطاؤنا مستمر بعون الله وكل شركاءنا فى النجاح نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع البلاء وينهي الحرب وتواصل الهيئة العامة للآثار والمتاحف والعاملين بها  رسالتهم السامية  و إعادة تأهيل ما دمرته الحرب وحفظ إرث السودان بصورة أفضل ومستدامة

كلمة أخيرة:

تقديرنا للهيئة العامة للآثار والمتاحف والشكر لكل شركائها الذين بذلوا جهودا جبارة من أجل تطوير عمل المتاحف فى السودان وعلى رأسهم المركز الثقافي البريطاني ومركز الإيكروم ومشاريعهم المتعددة WSCM و SSLH ولرابطة أصدقاء متحف شيكان المجتمعي ومنظمة IYO وكل شركاء المتحف ومجتمعه المحلي.   كل عام ومتاحفنا والعاملين بها منابر للتعليم والبحث العلمى وكل عام والسودان ينعم بالأمن والاستقرار والسلام.