مدير مياه النيل الأبيض: نسعى لتغطية 75% من العجز المائي.. ونواجه تحديات تشغيلية قطوعات الكهرباء

حوار – خليل فتحي خليل
كشف المهندس رحمة الإمام، المدير العام لإدارة مياه الشرب بولاية النيل الأبيض، في حوار خاص مع (رقراق نيوز)، عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع المياه في الولاية، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأكد أن الحرب وقطوعات الكهرباء أثرت بشكل كبير على استقرار الإمداد المائي، رغم اللجوء إلى تشغيل المحطات عبر الوقود والطاقة الشمسية، التي تظل تكلفة تشغيلها مرتفعة، خصوصًا في محطات كوستي وربك والدويم والجبلين وتندلتي والقطينة.
وأوضح أن الميزانية العامة للعام الحالي تركز على المجهود الحربي، مما دفع إدارة المياه للبحث عن حلول بديلة، من بينها إدخال أنظمة الطاقة الشمسية في المحطات النيلية الكبرى، مشيرًا إلى أن هناك مائة بئر في الولاية جاهزة للتحول للعمل بالطاقة الشمسية حال توفرت الموارد.
إنتاج مياه نقية ومستدامة
وأكد المهندس رحمة أن شعارهم الأساسي هو توفير مياه صحية ونقية وصالحة للشرب ومستدامة، موضحًا أن تكلفة التشغيل والصيانة مرتفعة، لكن هناك دعمًا مقدرًا من حكومة الولاية وبعض المنظمات، في سبيل تحسين خدمات المياه.
مشروعات حالية وخطط مستقبلية
وكشف المدير العام عن مشروعات كبيرة قيد التنفيذ تهدف إلى تقليص الفجوة في الإمداد المائي، تشمل إنشاء محطات نيلية ومدمجة، إلى جانب حفر آبار وسدود، لافتًا إلى أن مدينة ربك في حاجة ماسة إلى محطة نيلية كبيرة، كما أن محطة أبو طليح المدمجة في مراحل متقدمة. وأضاف أن مشروع محطة الدويم الإيرانية مدرج ضمن موازنة 2025، وهناك تركيز خاص على محليتي قلي وتندلتي اللتين تعانيان من نقص حاد في المياه.
التمويل عبر الشراكات
وأكد المهندس رحمة أن معظم المشروعات يتم تمويلها اتحاديًا، إلى جانب دعم من حكومة الولاية ومنظمات شريكة في القطاع.
جهود لمجابهة أزمة الكهرباء
وحول تأثير انقطاع التيار الكهربائي، أشار إلى أن والي الولاية اللواء قمر يبذل جهودًا كبيرة لتوفير تمويل لمشروعات الطاقة الشمسية، خاصة للمائة بئر المنتشرة بالمحليات، موضحًا أن نجاح هذا المشروع سيقلل من الاعتماد على الكهرباء والوقود، ما يُعد إنجازًا كبيرًا.
الاهتمام بالريف والتكنولوجيا
وعن خطط الإدارة للريف، أشار إلى وجود دراسات شاملة تحدد المواقع المناسبة لحفر الآبار، مشيرًا إلى منحة سعودية وقرض صيني لإنشاء 25 بئرًا جديدة، مما سيسهم في تغطية 75% من العجز المائي في المناطق الريفية.
وفيما يخص استخدام التكنولوجيا، أوضح أن هناك تطورًا كبيرًا في هذا المجال، حيث تم تأسيس مركز تدريب للمهندسين والعاملين، بالإضافة إلى إرسال عدد منهم للتدريب في اليابان.
ابتكارات وكفاءات محلية
وأثنى المدير العام على جهود العاملين بالإدارة، رغم ضعف الحوافز وتأخر المرتبات، إلا أن روحهم الوطنية أسهمت في استمرار تشغيل المحطات، بما فيها شبكة مياه كوستي الجديدة التي ساهموا في تنفيذها.
علاقات دولية ودعم من جايكا
أكد المهندس رحمة أن العلاقات مع منظمة “جايكا” اليابانية جيدة، وما زالت محطة كوستي الجديدة ضمن إشرافهم، مع استمرار الدعم الفني واللوجستي من المنظمة.
محطات جديدة وخطط توسعية
أبان أن مدينة ربك بحاجة ماسة لمحطة مياه جديدة نظرًا للتوسع السكاني، كما أشار إلى مشروعات أخرى في أم غنيم وأم رمته، بجانب تأهيل محطة النعيم المدمجة في محلية السلام، وإدخال خطوط مياه جديدة فيها.
تداعيات الحرب وخطة الطوارئ
أوضح أن محطة القطينة تضررت جراء الحرب، لكن تمت إعادة تشغيلها سريعًا عبر إدخال الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن الوزارة أجرت حصرًا شاملاً للمحطات المتضررة. كما شكر وزارة البنى التحتية لجهودها في تأمين المحطات القريبة من النيل استعدادًا لموسم الفيضان.
شراكات مجتمعية فاعلة
أكد المهندس رحمة أهمية الشراكات المجتمعية، مشيدًا بمبادرة “أرض الشفاء” التي دعمت تركيب الطاقة الشمسية في محطة الجزيرة أبا، ومبادرة “إسناد مياه تندلتي” التي ساعدت في تنفيذ مشروع مياه أم كتيرات، إلى جانب مبادرات مشابهة في الدويم.