تدهور الأوضاع الإنسانية في الصالحة بسبب نقص الغذاء والمياه والأدوية

رصد: رقراق نيوز

شهدت منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان بولاية الخرطوم تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الإنسانية، وسط نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب النظيفة والأدوية، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة والأسواق المجاورة.

وقالت الدكتورة إسراء، في تصريح لـ”دارفور 24″، إن حالات الإصابة بمرض الكوليرا والوفيات ارتفعت بشكل ملحوظ في أحياء الصالحة الشرقية، بسبب اعتماد السكان على مياه غير نقية بعد انقطاع ضخ المياه لأكثر من شهر نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. وأضافت أن المراكز الصحية والعيادات الخاصة في هجيليجة وصالحة القيعة تعاني من نقص شديد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، مما زاد من تفاقم الأزمة الصحية.

وأوضحت الدكتورة أن توقف حركة نقل الأدوية عبر الطرق الرئيسية، خاصة طريق الصادرات الذي يربط شرق جبل أولياء وغرب السودان، يعود إلى التهديدات الأمنية والخوف من مصادرة الإمدادات من قبل قوات الدعم السريع.

من جانبه، أفاد مواطن يدعى “أبو أمجد” بأن خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” متاحة فقط في بعض المواقع المحدودة داخل الأحياء، وتخضع لرقابة مشددة من قبل قوات الدعم السريع. وأضاف أن الأسواق الرئيسة في الصالحة مثل هجيليجة والقيعة وسوق أحمد نيالا تعمل بشكل جزئي فقط، نتيجة الانتشار الواسع لعمليات النهب والتهديدات من مجموعات مسلحة متحالفة.

وأبرز “أبو أمجد” ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الأساسية، حيث وصل سعر كيلو السكر إلى 4-5 آلاف جنيه، والدقيق إلى حوالي 4 آلاف جنيه، بينما تراوح سعر برميل المياه بين 3 و4 آلاف جنيه، وسط نقص في السيولة النقدية واعتماد السكان على التحويلات البنكية.

كما أشار المواطن محمد جابر إلى موجة نزوح واسعة من المنطقة، حيث يتجه النازحون نحو غرب السودان ومناطق تحت سيطرة الجيش السوداني في أم درمان ومناطق أكثر أمانًا.

هذا الوضع يعكس حجم المعاناة المتزايدة لسكان الصالحة جراء الأزمة الأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، والتي تهدد حياة آلاف المدنيين وتفاقم من هشاشة الوضع الإنساني.