الجيش الأبيض… جنود مجهولون في زمن الحرب

كتبت: نضال طبيق

في أتون الحرب، برز الكادر الطبي – أو ما يُعرف بـ”الجيش الأبيض” – كخط الدفاع الأول عن الحياة. لم يكونوا أقل شجاعة من الجنود في ساحات المعارك، بل واجهوا الموت يومياً، ينقذون الأرواح تحت القصف، وينقلون الجرحى، ويجرون العمليات الجراحية في غرف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة: لا كهرباء، لا ماء… وأحياناً على ضوء الهواتف المحمولة.

كانوا وما زالوا “ملائكة الرحمة” في مناطق النزاعات، لا يحملون سلاحاً، لكنهم خاضوا أعنف المعارك. سلاحهم الرحمة، وذخيرتهم الأمل.

لقد كان دورهم محورياً، ليس فقط من الناحية الطبية، بل من الجانبين الإنساني والوطني أيضاً. فهم يقفون على خط النار، بين الحياة والموت. وحقٌ لي أن أبعث بتحية فخر واعتزاز إلى الكوادر الطبية المرابطة في الفاشر، فاشر السلطان، أرض الصمود والنضال، الذين أثبتوا أن الطب ليس مجرد مهنة، بل رسالة نضال وإنسانية.